أعلام بروكسل تُنكَّس.. الناتو يحيي ذكرى 11 سبتمبر – أخبار السعودية – كورا نيو

نُكّست أعلام 32 دولة في حلف الأطلسي أمام مبنى المقر الرئيسي في بروكسل، مرفوعة نصف ارتفاعها؛ تعبيراً عن الحداد على 2977 ضحية جراء الهجمات الإرهابية التي هزت الولايات المتحدة قبل ربع قرن.
ويأتي هذا الإحياء السنوي للذكرى الـ24 لـ«11 سبتمبر 2001»، الذي شهد تنكيس الأعلام في ساحة النجمة الناتوية، كتذكير قوي بأن «الإرهاب لا يزال يهدد السلام العالمي»، كما قال الأمين العام مارك روتي في بيان رسمي، محذراً من «التصعيدات الإقليمية الحالية» مثل التوترات في الشرق الأوسط.
تفعيل المادة 5 لأول مرة
وبدأ الإحياء صباح (الخميس) بلحظة صمت دقيقة أمام نصب التذكار لـ9/11 داخل المقر، بحضور ممثلين عن الدول الأعضاء، بما في ذلك السفير الأمريكي جوليان لوثر، وعائلات ضحايا أمريكيين وأوروبيين، وأكد روتي «اليوم، نذكر ليس فقط الخسائر، بل الوحدة التي جمعتنا» مشيراً إلى تفعيل المادة 5 لأول مرة في تاريخ الناتو يوم 12 سبتمبر 2001، الذي دفع الحلف إلى دعم الولايات المتحدة في أفغانستان لمدة 20 عاماً، مكلفاً 1000 قتيل من قواته.
كانت الأعلام – بما فيها النجمة الزرقاء للحلف والأعلام الوطنية – مرفوعة نصف ارتفاعها منذ الفجر، رمزاً للتضامن الذي أصبح أساساً لعمليات الناتو في مكافحة الإرهاب، كما حدث في الذكريات السابقة في 2019 و2020، إذ يأتي هذا الإحياء في سياق توترات عالمية، يواجه الناتو خلالها تحديات جديدة مثل الحرب الروسية على أوكرانيا (دعم عسكري بمليارات اليورو)، والهجمات الإسرائيلية الأخيرة على قطر في 9 سبتمبر 2025، التي أثارت مخاوف من «إرهاب دولة» وفقدان الثقة في الضمانات الدولية.
الإرهاب لا يعرف الحدود
وقال السفير الأمريكي إن «الذكرى تذكرنا بأن الإرهاب لا يعرف الحدود، وأن وحدتنا هي أقوى سلاح»، مشيراً إلى أن الهجمات أدت إلى «إيقاظ العالم» وتشكيل تحالفات جديدة، وانتهت المراسم في بروكسل بإلقاء الورود وترديد أسماء الضحايا، تاركة رسالة واضحة: «لن ننسى، ولن نستسلم».
وفي نيويورك، انضم الرئيس دونالد ترمب إلى مراسم في متحف 11 سبتمبر، حيث أكد أن «الولايات المتحدة أقوى اليوم بفضل الناتو»، ومع اقتراب الذكرى من ربع القرن، يُنظر إلى هذا الإحياء كفرصة لتجديد الالتزام، خاصة مع انضمام السويد وفنلندا إلى الحلف في 2024، مما يعزز الوحدة الأوروبية-الأمريكية.
هجوماً على واحد هجوم على الجميع
وفي 11 سبتمبر 2001، وقعت أكبر هجمات إرهابية في التاريخ الحديث، حيث خطط تنظيم القاعدة بقيادة أسامة بن لادن لهجمات انتحارية بطائرات مدنية، مستهدفة برجي التجارة العالمي في نيويورك (مقتل 2606)، البنتاغون في واشنطن (189 قتيلاً)، وطائرة رابعة سقطت في بنسلفانيا (40 قتيلاً) بعد مقاومة الركاب، مما أسفر عن 2977 قتيلاً وأكثر من 6000 جريح، بالإضافة إلى خسائر اقتصادية بلغت 100 مليار دولار.
وأدت الهجمات إلى إعلان الرئيس جورج بوش «الحرب على الإرهاب»، ودخول الولايات المتحدة أفغانستان (2001) وغزو العراق (2003)، مع إنفاق أمريكي تجاوز 8 تريليونات دولار حتى 2025.
وكانت الهجمات أول تفعيل للمادة 5 من ميثاق الحلف الأطلسي (4 أبريل 1949)، التي تنص على أن «هجوماً على واحد هجوم على الجميع»، حيث أقر الحلف التفعيل في 12 سبتمبر 2001، وشاركت 32 دولة عضو (حتى 2025) في عملية «إنصاف الدفاع» في أفغانستان، بما في ذلك 1000 قتيل من قوات الناتو.
أخبار ذات صلة
المصدر : وكالات