السعودية وصراعات البيت الفلسطيني – أخبار السعودية – كورا نيو

مبادرة تلو الأخرى تأتي من السعودية لقيام الدولة الفلسطينية، ولم تُتوّج أي من هذه المبادرات بالتأييد من بعض مسؤولي منظمة التحرير الفلسطينية، وفصائل المقاومة الأخرى، وحركة «حماس»، جناح الإخوان المسلمين الفلسطيني، تحديداً.
ففي العام 1981، أطلق ملك السعودية الراحل فهد بن عبدالعزيز حين كان ولياً للعهد، مبادرة من بنود عدة، تنص على:
«انسحاب إسرائيل من جميع الأراضي العربية التي احتلت في العام 1967 بما فيها القدس العربية، وإزالة المستعمرات التي أقامتها إسرائيل في الأراضي العربية بعد العام 1967.
وضمان حرية العبادة وممارسة الشعائر الدينية لجميع الأديان في الأماكن المقدسة، وتأكيد حق الشعب الفلسطيني في العودة وتعويض من لا يرغب في العودة، تخضع الضفة الغربية وقطاع غزة لفترة انتقالية تحت إشراف الأمم المتحدة ولمدة لا تزيد عن بضعة أشهر.
وقيام الدولة الفلسطينية المستقلة بعاصمتها القدس، وتأكيد حق دول المنطقة في العيش بسلام، وتقوم الأمم المتحدة أو بعض الدول الأعضاء فيها بضمان تنفيذ تلك المبادئ».
وتلت مبادرة الملك فهد بن عبدالعزيز ـ رحمه الله ـ مبادرة أخرى، للملك الراحل عبدالله بن عبدالعزيز في العام 2002، علاوة على مبادرات ووساطات بين الفصائل الفلسطينية المتناحرة، وحركة «حماس»، ومنظمة التحرير تحديداً، التي سرعان ما انهارت!
لقد تزامنت مبادرة الملك الراحل فهد بن عبدالعزيز مع زيارة لوفد ثقافي رسمي كويتي إلى الاتحاد السوفيتي في العام 1981 برئاسة المفكر والدبلوماسي والوزير السابق عبدالعزيز حسين، وتواجد وفد لمنظمة التحرير برئاسة ياسر عرفات في موسكو.
ارتأى الوفد الكويتي مقابلة الرئيس الفلسطيني السابق للتعرّف على وجهة نظر منظمة التحرير الفلسطينية وموقفها من مبادرة الملك فهد، وتم تحديد موعد اللقاء، وحضر الوفد الكويتي في حين تواجد أعضاء الوفد الفلسطيني المرافق، باستثناء رئيسه عرفات!
الرئيس عرفات، كعادته، كان يفضّل انتظار الضيوف له على استقبالهم في الموعد المحدد للاجتماع، لذلك حضر متأخراً على الاجتماع مع قامة سياسية وثقافية كويتية بوزن عبدالعزيز حسين، والوفد المرافق من شخصيات أدبية مرموقة.
الحديث عن مبادرة الملك السعودي الراحل فهد بن عبدالعزيز قبل الاجتماع مع ياسر عرفات لم يختلف عن طبيعة الرأي الرمادي، والمواقف المائعة معه شخصياً؛ فالرئيس الفلسطيني ورفاق «النضال» المزعوم، اتفقوا على عدم تقديم رأي دقيق وموقف واضح من المبادرة السعودية في العام 1981.
أما حركة «حماس»، جناح جماعة الإخوان المسلمين الفلسطيني، فلها اليوم موقف رمادي من مبادرة المملكة العربية السعودية، وجهودها خلف عزم فرنسا على الاعتراف بدولة فلسطين؛ لأنهم في حالة حرب استثنائية، مختلفة تماماً عن الصراع العربي–الإسرائيلي!
يصر «الحمساويون» على القتال، وعدم إيجاد حل سلمي للقضية التي كانت عربية، ثم تحولت إلى قضية فلسطينية، ومن ثم إلى قضية «حمساوية»، ولم يعد الحديث السياسي والإعلامي يدور حول صراع عربي–إسرائيلي.
وتصر «حماس» على تحديد شروط التسوية مع إسرائيل على حساب الشعب الفلسطيني المدني، في حين يزداد عدد ضحايا الحرب والجوع والتجويع في «غزة» تصاعديّاً مع عقارب الساعة.
واقع الحال الفلسطيني مزرٍ، ولم يكن غير مزرٍ في الماضي، ولا نملك سوى الذهول والاستغراب من شأن فلسطيني متصارع مع أعضاء الجسد الواحد، وصوت عربي متحجر يغنّي على أطلال القضية العربية، ويتناسى معركة النحر والقتل «الحمساوية» في الثمانينيات لأبناء الجلدة!
أخبار ذات صلة
المصدر : وكالات