دراسة صادمة.. «خطر خفي» يواجه الناجيات من سرطان عنق الرحم – أخبار السعودية – كورا نيو

كشفت دراسة حديثة أجراها مركز هولينغز للسرطان بجامعة ميسيسيبي للطب عن خطر خفي يهدد النساء اللواتي تغلبن على سرطان عنق الرحم يتمثل في زيادة كبيرة في خطر الإصابة بسرطان الشرج، وهو حالة يصعب رصدها مبكراً بسبب عدم وجود برامج فحص روتينية.
وأظهرت الدراسة العلمية التي نشرت في مجلة «JAMA Network Open» أن هؤلاء النساء يواجهن ضعف الخطر تقريباً مقارنة بالسكان العامين، مع ارتفاع الخطر مع التقدم في العمر والزمن المنقضي بعد العلاج.
وقاد الدراسة الباحثان هالوك دامغاجيوغلو، وأشيش ديشموخ، الذي يشغل منصب مسؤول مشترك عن برنامج البحث في الوقاية والسيطرة على السرطان بالمركز، باستخدام بيانات من أكثر من 85 ألف مريضة مصابة بسرطان عنق الرحم تم تتبعها لمدة عقدين، وجد الباحثون أن خطر الإصابة بسرطان الشرج يرتفع إلى ضعفين، خصوصا بعد 10 سنوات من الشفاء.
ويعتبر سرطان عنق الرحم هو أحد أكثر السرطانات قابلية للوقاية، حيث يرتبط بنسبة 99% بفايروس الورم الحليمي البشري، وفقاً لمنظمة الصحة العالمية، وبفضل الفحوصات الروتينية واللقاحات، انخفضت معدلات الوفيات بنسبة تزيد على 90% عند الكشف المبكر، ومع ذلك يظل السرطان تحدياً في الدول النامية أو المناطق الفقيرة، حيث يُشخص أكثر من 13,000 حالة سنوياً في الولايات المتحدة وحدها، مع أكثر من 4,000 وفاة.
أما سرطان الشرج، فهو أيضاً مرتبط بفايروس الورم الحليمي البشري، خصوصا السلالات عالية الخطورة، التي تسبب تغييرات في الأنسجة الظهارية، وعلى الرغم من ندرته (نحو 9,000 حالة سنوياً في الولايات المتحدة)، إلا أنه يصعب تشخيصه مبكراً لأنه لا يشمل أعراضاً واضحة في المراحل الأولى، وغالباً ما يُكتشف في مراحل متقدمة، مما يقلل من فرص الشفاء.
وأوصى الباحثون بإدراج فحوصات سرطان الشرج في برامج الرعاية طويلة الأمد لناجيات سرطان عنق الرحم، خصوصا للنساء فوق 40 عاماً، وهو ما أكد عليه الباح ديشموخ قائلا: «نحن نعرف منذ زمن أن كلا السرطانين ناتجان عن فايروس الورم الحليمي البشري، لكن تاريخ الخطر لم يُدرس جيداً»، مشدداً على أن هذا يمكن أن يحسن النتائج ويقلل من التكاليف الطبية.
وتبرز الدراسة أن الناجيات من سرطان عنق الرحم، اللواتي غالباً ما يحملن فايروس الورم الحليمي مزمناً، يواجهن هذا الخطر المشترك بسبب التاريخ الطبيعي للفايروس، الذي يمكن أن ينتقل إلى مناطق أخرى في الجسم.
ويعتبر مركز هولينغز للسرطان، الذي أُسس عام 1977 وهو أحد 73 مركزاً معتمداً من المعهد الوطني للسرطان في الولايات المتحدة، يركز على البحوث الترجمية التي تحول الاكتشافات المخبرية إلى علاجات سريرية، ويضم أكثر من 150 باحثاً يعملون على الوقاية، الكشف المبكر، والرعاية طويلة الأمد للناجين، مع التركيز على السرطانات المرتبطة بفايروس الورم الحميمي.
أخبار ذات صلة
المصدر : وكالات