أخبار العالم

انفقعتْ عين الشيطان – أخبار السعودية – كورا نيو



انتبه (أبو مبروكة) أن الديك، له دور ما يوذّن، فنشد مرته؛ وشب الديك قَلَب دجاجة، وإلا لطي لسانه في منقاره؟ وأضاف؛ ديوك الخلق تكاكي من صباح العالمين، وهو كما المضيّع؟ فقالت؛ يا مخلوق، ولدك (المنفّر) أدخل كلبة بجروتها، في السفل، وآهو رابض عندها، وأضافت؛ الكلاب تطرد الملائكة من البيت، وتدخل الشياطين، تشره على ديك، ما عاد شاف ملايكة ربي.

طلب منها تكبّ على خبزة حنطة، وتحتصي عشرة، وقال؛ بيجينا خطّابة في مبروكة، ومدري يتفاولون معنا، وإلا نخليها فال غداء. سألته؛ فيش يبتلّون الخبزة؟ ردّ عليها؛ السمن والتمر والعسل في العُلّية! علّقت؛ يفقدني المنفّر؛ ما عاد منها زفرة ولا حثرة، فتغيّرت ملامحه، وحندر فيها بعينين ينزّ منهما شرر، قائلاً؛ وثاقة البيت يا هَمَلة فين أغديتيها؟ أجابت؛ والله ما حلّت عليّه، الطرعين ما خلّوا سِكنه، واستدركت؛ يكون يا ربي؛ أمي مرضت، فسويت لها عيش، وجليته بملعقة سمن، ولُحسة عسل.

نفض الحلس، ولبس ثوبه، وارتدى عمامته وعقاله، وركب حمارته، وطول الطريق، ما فتر لسانه؛ (يا الله بلحمه زينه؛ من عند ولد القينه) صدر بطفيتين؛ من ثور مِشحم، وقال؛ انصبي بطفيَه؛ والثانية ملحيها، وانشريها فوق الحمّالة؛ وما كسرت الشمس، إلا وقلاقل الحمير لها أزله، في مساريب القرية، ما نزل الأرحام من فوق ظهورها، إلا والكلبة المجرية خارجة من السفل، وبهشت بهم؛ فلزمها بذنبها، وحدحد بها بين فروخها، ولاح الباب، فخفت نباحها وتراجع إلى صواء.

رحّب وسهّل، وغمز لولده (المنفّر) فاقترب منه؛ فقال: اعلف حمير أرحامك واسقها، تحرّك بتثاقل، فحداه بالزنوبة، قدام ضيوفه؛ وقال؛ أعجل يا كلبان، ما وقّعت فيه؛ فانطلق؛ وتفاول الجميع وتقهووا؛ وأبدوا جوابهم؛ أعلامنا خير، من الله ومن هذي الساعة؛ جيناكم لا جاكم شرّ، نطلب ملزمة ربي، في بنتك (مبروكة) لولدنا (مشاهق)، وسمعت مبروكة العائدة للتو بغنمها، من المسراح، فانفرجت أساريرها؛ وطلبت الله يتمها، ممنّية نفسها؛ تنتسم من الشقا، ولاحظت أن الخاطب ما يبصم شدقه مفتوح، ويزرق عينه ويليها، وسنونه كما سنون مقصب الخريف، متباينة، وبارزة للأمام.

ترددتْ في القبول به، فانفرد بها أبوها، وقال؛ إن طعتيني وخذتيه لتسمينها سُعدى؛ وأضاف؛ انتي تبغين ابن حلال يناني بك، والا ابن حرام يلزك عند عينك؟ وسرد عليها مكانة وميلان أهل خطيبها، ونشدها؛ ما شفتي حميرهم كما الخيل، وهما يأخذان ويعطيان؛ على دخلة (المنفّر) وفروخ الكلبة ساقته؛ فتناول العرقة؛ وقام عليه؛ يهبد ويحنم عليه؛ وثاقة البيت يا طرع كلما وِقِعْ لنا شوية سمن، وعدلة تمر وإلا عكة عسل، اندعيت عليها، فصاح الولد؛ الله يفقدني أمي وآبي ما دبت ثمي، فانفعل أكثر؛ تفقد بي يا منفّس الكلبة، وشمّطه وملّخه وفين اللي ما يوجعك. أرسل نداء استغاثات لأمه؛ وهي لاهية، وترد بصوت هامس؛ ليته يتويك يا العنز السّرِفه.

درت (الشبّارة) شقيقة أبو مبروكة؛ أنه أخطب بنته لأجنبي، وما ذاقت الذُّوق، ولا بلّت العروق، فهي سبق وصهّرت عند أمها لولدها (المندس) فأقبلت عليه بشونها، ومسبحتها تسحب في الحيله؛ سلّم عليها؛ وترضّاها، ولم يُفلح في اقناعها تزلّ؛ وانفرطت؛ أرخصت مبروكة رُخْص التراب الله يرخصك؛ وطقّت بيمين تحجّ بها البلّ؛ لو ما يعطيها المندس؛ لتقطعه قطع الدلو في البير، وتبدي له السوداء من فوق المسيد ليلة ما يروّحها.

التقى بعد العصر، زوج أخته الشاعر، معتنزاً على شماغه، في ظُلة المسيد، ويتّنبك دخان عثري، ومن ساعة ما شافه كركر لين دمّعت عيونه؛ وبدع له (انتبه لاختك يا بو مبروكة، لا تهب لك قَبْعَةً في راسك، مدْمِيَه والا معجْرِمه) فعزمه للعشاء؛ وطاب لهما السمر؛ وأحسّ الشاعر بالبرد؛ فقال؛ يا مبروكة وأنا خالك، اندري جُبّة أبوك المعلقة من يوم خِلقت الخلوق، لا دِفي بها ولا صخي يدفا بها غيره؛ كلتها الرِبية، كما جُبّة الضبياني.

وهو ساري، حذّره، وقال؛ أختك يا الرحيم مشعوذة، وكل خميس تلقى (قطير السحار) في السوق؛ وتعقّدْ وتربّط هي واياه؛ شعران وأظافير؛ قدام الله وخلقه، فحرّز على بنتك وملابسها، ووصّ رحيمك لا جاكم فلا يأكل ولا يشرب من بيتي، فقرر أبو مبروكة، يتفادى الشرّ بالمرواح؛ وقصد أرحامه؛ وقال؛ دور اليوم عروسكم عندكم؛ والبنت إذا راحت كسّوها وحلّوها؛ وحنّت الدففه؛ ورمى ثلاث طلقات من بندقه المحدّش، وقال للموذّن؛ إن كان تبغاني أبقي لك من اللزومة يا ديكان؛ أزرب درجة المسيد بطلح؛ لا تغدي المطنقرة، تفضحنا وتشرّه بنا قدام الحاير والباير ورديف الحظ العاثر.

راحت العروس؛ وشروح وفروح، وظلّ رأس العريس منكّساً؛ طوال أيام الأسبوع، فأبلغ أمه؛ وقال؛ الفِرَاص ينكب، يا البنت ملزومة، وإلا أنا مبرود؟ تكتموا على الموضوع؛ وأبو مشاهق، عارفة قوم، ترقّب فقيههم لين صار لحاله؛ فقال؛ تنجدني والا زيّ ما فقّهتك أخلعك واندرك من المنبر باذنك؟ ردّ؛ أبشر بي تقول وتطول لو على واحد من سفاني؛ فأبدى له ما جا عليهم، وما جرى على ولده وعروسه؛ فدلّه على بيت (قطير السّحار) قصده في مسحرته، وكسر شوكته بخمسين ريال فرانسي؛ وصار كما الخاتم في أصبعه، وصباح اليوم التالي؛ لمحوا مشاهق وعروسه سارحين، وطشت الغسيل فوق رأسه والسراويل مدلدلة من طرف؛ فالتقاه الفقيه ونشده؛ بشّرني وآنا عمّك قطاب؟ فأجابه؛ انفقعتْ عين الشيطان.

أخبار ذات صلة

 


المصدر : وكالات

كورا نيو

أهلا بكم في موقع كورا نيو، يمكنكم التواصل معنا عبر الواتس اب اسفل الموقع

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى