ترقب شهر سبتمبر ! – أخبار السعودية – كورا نيو

شهر سبتمبر (أيلول) كان دوماً له حضور غريب في ذاكرة الأحداث المأساوية الكبرى في التاريخ البشري. ففي العام ١٦٦٦ شهدت العاصمة البريطانية لندن الحريق الكبير الذي حول أكثر من عشرة آلاف منزل إلى رماد أسود خلال ثلاثة أيام فقط. وهو الشهر الذي اندلعت فيه الحرب العالمية الثانية ومآسيها الهائلة. وهو نفس الشهر الذي حصلت فيه المعارك الدموية بين الأردن ومنظمة التحرير الفلسطينية وراح ضحيتها المئات وعرفت تلك الأحداث بأيلول الأسود. وشهد هذا الشهر عبر سنوات مختلفة العديد من الزلازل والفيضانات المدمرة في تركيا والمغرب والصين واليابان على سبيل المثال لا الحصر، مع عدم إغفال أحداث الحادي عشر منه عام ٢٠٠١ وتفجير برجي مركز التجارة الدولية في نيويورك والذي منح للشهر شهرة إضافية لم يكن بحاجتها أبداً.
وسبتمبر هذا العام هناك موعد لافت ينتظره العالم لأنه يتعلق بموعد انعقاد الجمعية العمومية للأمم المتحدة، وهو الموعد الذي قررت فيه دول كثيرة جدا الاعتراف بدولة فلسطين. ولكن السؤال الذي يفرض نفسه هل ستدع إسرائيل الموعد يأتي دون أن تسبقه «بعملية ما» توجه فيها الأنظار إلى هدف آخر يعاد فيه الفلسطيني والعربي والمسلم إلى دائرة الإرهاب مجدّداً.
هذا على الأقل ما يجري الحديث عنه في مواقع مختلفة للتحليل السياسي. لن تكون هذه المسألة جديدة على جهاز الموساد الإسرائيلي فهو قد قام في السابق بالعديد من العمليات الإرهابية بحق الجاليات اليهودية في مصر وسوريا والعراق لأجل إخافتهم وترهيبهم حتى يتركوا منازلهم وبلادهم ويهاجرون لإسرائيل وذلك بإقناعهم أن من قام بهذه الأعمال المسلمين والعرب من أهل البلاد ليتبين لاحقاً أن كل ذلك كان من عمل الموساد نفسها.
ولم تتوقف أعمال الموساد في إخافة وترهيب الجاليات اليهودية في مصر وسوريا والعراق فقط ولكنها توسعت لتشمل بعض الدول الأوروبية أيضاً. وهذه مسألة أقرها مؤرخون يهود إسرائيليون معروفون آخرهم كان آفي شلايم الذي كان من يهود العراق، وهي الجالية اليهودية الأكبر والأقدم في العالم العربي، كتب في كتابه المهم «ثلاثة عوالم» أنه كان يعيش بسلام وطمأنينة وسط تنوع شعب العراق مثله مثل من سبقوه من اليهود خلال المئات من السنوات الماضية، ولم يتغير هذا الشيء إلا بعد قيام إسرائيل وبدء أعمال الوكالة الدولية لليهود ذراع الصهيونية لإدارة هجرة اليهود حول العالم إلى أراضي فلسطين.
والآن مع الاقتراب من موعد دخول شهر سبتمبر يحق لمن جرّب أعمال الموساد الإرهابية أن يضع يده على قلبه تحسّباً لعمل إرهابي يسحب فيه البساط من فرحة الاعتراف الدولي بدولة فلسطين و«تغيير الموضوع تماماّ» إلى موضوع قديم وجديد وهو الإرهاب.
إسرائيل في موقف عالمي غير مسبوق، خسرت معركة الرأي العام، أصدقاؤها لم يعودوا قادرين على الدفاع عنها، إدانتها بجرائم الحرب باتت تأتيها من كل صوب، جرائم قتل النساء والإبادة والتجويع لم يعد بإمكان إسرائيل ومن معها في إخفائها ولا التبرير عنها. كل العناصر متوفرة لتبرير عملية كبرى للموساد لتغيير الموضوع. الله يستر من سبتمبر.
أخبار ذات صلة
المصدر : وكالات