تقرير.. هل تحوّل جمهور الكرة في مصر إلى جمهور “نجوم” بدلاً من “أندية”؟! – كورا نيو

في السنوات الأخيرة، بات المشهد الكروي في مصر يشهد تحوّلاً ملحوظاً في سلوك الجماهير، حيث أصبحت ردود الأفعال تجاه قرارات الأندية والمدربين تتسم بقدر كبير من العاطفة، خاصة في حال انتقال لاعب محبوب إلى الغريم التقليدي، أو استبعاد نجم كبير من التشكيل الأساسي. وكأن الانتماء والولاء لم يعد للنادي، بل تحوّل إلى ارتباط شخصي بالنجم نفسه
انتقال اللاعبين: خيانة أم احتراف؟
من أبرز الظواهر التي تثير انفعالات الجماهير هي انتقال أحد لاعبيهم المفضلين إلى صفوف الغريم، حيث يُستقبل اللاعب بسيل من الانتقادات والاتهامات بـ”الخيانة”، متناسين أنه في النهاية محترف يسعى إلى تأمين مستقبله وتحقيق طموحاته، هذا الانفعال العاطفي لا يُلاحظ كثيراً في الدوريات الأوروبية، حيث يتنقل اللاعبون بين الأندية دون أن تتصدع القاعدة الجماهيرية أو تتغير نظرة المحبين لناديهم.
قرارات المدربين: الحكم بالعاطفة لا بالمنطق
في حالة استبعاد نجم جماهيري من التشكيلة الأساسية، تنفجر مواقع التواصل الاجتماعي بموجة من الغضب والتشكيك في المدرب، وكأن بقاء هذا النجم داخل الملعب أهم من المنظومة التكتيكية للفريق.
جمهور الكرة المصري أحياناً لا يتقبل أن النجم المفضل لديه قد يكون في تراجع أو غير مناسب لأسلوب اللعب الحالي، ويُصرّ على رؤيته داخل الملعب حتى لو كان ذلك على حساب الأداء الجماعي.
من المسؤول عن هذا التحول؟
هناك عدة أسباب قد تفسر هذا التغيّر في توجهات الجماهير:
تأثير السوشيال ميديا: منصات التواصل الاجتماعي قرّبت النجوم من جماهيرهم، وجعلت العلاقة أكثر شخصية وعاطفية.
النجومية المبالغ فيها: بعض اللاعبين يُسوّقون لأنفسهم كنماذج رمزية، ويتحولون إلى “ماركات جماهيرية”، مما يزيد من ارتباط الجمهور بهم أكثر من الكيان نفسه.
تراجع الخطاب الرياضي الهادئ: الإعلام الرياضي في مصر أصبح في كثير من الأحيان يغذي الانفعال، ويعتمد على الإثارة بدل التحليل المنطقي، ما يزيد من حدة التفاعلات الجماهيرية.
الحل: العودة إلى تشجيع الكيان
إن كرة القدم لعبة جماعية، تعتمد على منظومة متكاملة، تبدأ من مجلس الإدارة وتنتهي باللاعبين، استمرار الجمهور في الانتماء “للنجوم” أكثر من “النادي” قد يؤدي إلى زعزعة الاستقرار الفني والإداري، ولعل الحل يكمن في نشر الوعي الكروي، وتعزيز مفهوم الولاء للكيان، لا للأسماء.
في النهاية، النجم يرحل، والمدرب يُستبدل، ولكن الكيان يبقى..
المصدر : وكالات