طشقند كما رأتها «عكاظ».. مزيج الشرق والغرب وإرث طريق الحرير – أخبار السعودية – كورا نيو

– تنبض بتاريخ الإسلام ووهج الحاضر
– بين القباب الزرقاء وملامح العرب
– من براق خان إلى قصر رومانوف
على مفترق الطرق بين الشرق والغرب، وبين ضفاف نهري «سيحون» و«جيحون»، تنهض طشقند، العاصمة الأوزبكية، شاهدةً على قرونٍ من التاريخ والثقافات التي عبرت طريق الحرير العظيم، وخلّفت بصمات لا تزال حاضرة في ملامح المدينة حتى اليوم.
اسمها مركب من كلمتي «طاش» وتعني الحجر، و«قند» أي المدينة، لتُعرف بـ«مدينة الحجر» وتقع في شرق أوزبكستان، قرب الحدود مع كازاخستان، وتحديداً في وادي نهر «شرشيك»، غرب جبال «التيان شان»، وتُعد اليوم واحدة من أكبر مدن آسيا الوسطى من حيث الكثافة السكانية، إذ يقطنها أكثر من 2.2 مليون نسمة ويتميّز مناخ المدينة، بطابع مشابه لمنطقة البحر الأبيض المتوسط، يكون الشتاء بارداً، والصيف طويلاً وجافاً.
مزيج ثقافي وتاريخ متجذر
يتنوع سكان طشقند بين الأوزبك، الذين يشكلون الأغلبية، إلى جانب أقليات من الروس والطاجيك والكازاخ والتتارة، وتتحدث الأغلبية اللغة الأوزبكية، فيما لا تزال اللغة الروسية حاضرة في الحياة اليومية، والمجالات الحكومية والتعليمية.
أما تاريخ المدينة، فهو عريق ومتنوع؛ إذ دخلها العرب المسلمون في القرن الثامن الميلادي، قبل أن تتوالى عليها سيطرة جنكيز خان، وتيمور لنك، إلى أن أصبحت جزءاً من الإمبراطورية الروسية عام 1865، ثم لاحقاً عاصمة لجمهورية تركستان السوفيتية، إلى أن اختيرت عاصمة لأوزبكستان عام 1930 بدلاً من سمرقند.
لكن أحد أكثر الفصول مأساوية في تاريخ طشقند، كان في 25 أبريل 1966، حين دمر زلزال مدمر أجزاء واسعة من المدينة، وشرّد أكثر من 300 ألف نسمة، ما أدى إلى إعادة إعمارها على النمط السوفياتي الحديث.
اقتصاد نابض وصناعات تقليدية
تعد طشقند مركزاً اقتصاديّاً مهماً في البلاد، خصوصاً في صناعة نسيج القطن، والآلات الزراعية، والمنسوجات. وتحتضن عدداً من المصانع والمنشآت الصناعية التي تُعد عصباً حيويّاً للاقتصاد الأوزبكي.
رغم الدمار الذي طال أجزاء من المدينة القديمة، خلال ثورة 1917 وزلزال 1966، ما تزال طشقند تحتفظ بكنوز معمارية ودينية فريدة. من أبرزها:
– مدرسة براق خان: التي شُيّدت في القرن الثالث عشر، وعُرف سلطانها الذي أعلن إسلامه باسم «غياث الدين».
– مدرسة كوكلتاش: التي تعود إلى القرن السادس عشر، وتعد من أكبر مدارس آسيا الوسطى.
– جامع تلا خان (الشيخ طلعت)، وهو المسجد الجامع للمدينة.
بوابة آسيا الوسطى الحديثة
تحتضن المدينة عدداً من القصور والمباني التاريخية، مثل ضريح يونس خان، مؤسس الإمبراطورية المغولية، وقصر الأمير رومانوف.
أما على الصعيد الثقافي، فتتميز طشقند بوفرة المتاحف، أبرزها متحف الأمير تيمور، ومتحف الفنون الجميلة، ومتحف الفنون التطبيقية، الذي كان في الأصل مقر إقامة للينين وتزدان المدينة بحدائقها وساحاتها المفتوحة، وأبرزها حديقة النصب التذكاري للحرب العالمية الثانية.
وبطابعها، الذي يمزج بين الأصالة والحداثة، باتت طشقند اليوم بوابة أوزبكستان إلى العالم، وواحدة من أكثر المدن انفتاحاً على الاستثمارات والسياحة، في ظل رؤية وطنية تسعى إلى إحياء إرث طريق الحرير، وربطه بالنهضة الاقتصادية الحديثة.
أخبار ذات صلة
المصدر : وكالات