عصابة «غوتشي» ترعب نجوم «البريميرليغ».. صور «إنستغرام» تتحول لخرائط سرقة – أخبار السعودية – كورا نيو

في زمن تتقاطع فيه الثروات الخيالية مع وهج الشهرة الرقمية، تحولت قصور نجوم الدوري الإنجليزي الممتاز (البريميرليغ) إلى أهداف لعصابات منظمة توظف وسائل التواصل الاجتماعي كأداة للتجسس ورسم خرائط دقيقة لعمليات سرقة عالية الاحتراف.
تقرير موسّع لصحيفة «ديلي ميل» البريطانية كشف عن دور عصابة تُعرف باسم «غوتشي غانغ» (Gucci Gang) في سلسلة سرقات ممنهجة تستهدف لاعبي «البريميرليغ» وزوجاتهم وصديقاتهم، بالتنسيق مع مجرمين ألبانيين محترفين متخصصين في هذا النوع من الجرائم.
من مجموعة محلية إلى شبكة عابرة للحدود
وبحسب التقرير، نشأت عصابة «Gucci Gang» في دبلن كمجموعة من مجرمي «الصف الثالث»، قبل أن تتطور تدريجياً إلى شبكة إجرامية دولية تُقدّر حصيلة سرقاتها بملايين الجنيهات الإسترلينية، مستغلة نمط الحياة الفاخر الذي يوثقه اللاعبون وعائلاتهم على منصات التواصل الاجتماعي.
وسُميت العصابة بهذا الاسم نسبة إلى علامة «غوتشي» الفاخرة، التي يحرص أعضاؤها على ارتدائها، في مظهر يحاكي حياة الرفاهية التي يستهدفونها، بينما يقفون في الواقع خلف واحدة من أكثر شبكات السرقة المنظمة تطوراً في أوروبا.
منشورات عابرة تتحول إلى «قوائم تسوق»
التقرير، المستند إلى مصادر شرطية وملفات تحقيق في جرائم سرقة منظمة، أشار إلى أن العصابة تعتمد أسلوباً يقوم على مراقبة دقيقة لحسابات اللاعبين وزوجاتهم وصديقاتهم على «إنستغرام».
وتُظهر تلك الحسابات عادةً ساعات فاخرة من ماركات مثل «رولكس»، ومجوهرات من «غوتشي»، وحقائب «هيرميس» وغيرها، لتتحول هذه الصور من استعراض لحياة الرفاهية إلى ما يشبه «قوائم تسوق إجرامية».
بعد ذلك، يتولى فريق من اللصوص، غالباً من أصول ألبانية، مهمة الاستطلاع الميداني، وتحديد نقاط الدخول ومواعيد الغياب، قبل تنفيذ غارات ليلية خاطفة لا تستغرق سوى دقائق معدودة.
عصابات ألبانية و«لصوص متجولون»
وتبرز في خلفية هذه العمليات شراكات وثيقة مع عصابات ألبانية، توصف بأنها من أكثر الشبكات الإجرامية نشاطاً في أوروبا الشرقية.
هذه العصابات، التي يُشار إليها اصطلاحاً بـ«اللصوص المتجولين»، تدخل الأراضي البريطانية في كثير من الحالات عبر شاحنات، ثم تنخرط في تنفيذ السرقات على الأرض، في بنية إجرامية عابرة للحدود.
ووفق تقرير سابق لـ«ديلي ميل»، تشكل تلك العصابات نحو 25% من جرائم السرقة الكبرى في لندن، بما يعكس حجم حضورها وتأثيرها في مشهد الجريمة المنظمة بالمملكة المتحدة.
نجوم كبار بين الضحايا
وسجّلت التحقيقات وقوع عدد من نجوم الصف الأول في «البريميرليغ» ضحايا لهذه السرقات، من بينهم:
-
جاك غريليش لاعب مانشستر سيتي.. تعرض قصره في تشيشاير للاقتحام في ديسمبر 2023، بينما كانت عائلته تتابع مباراة عبر التلفاز، لتنتهي العملية بسرقة ساعات ومجوهرات تُقدّر قيمتها بمليون جنيه إسترليني.
-
رحيم ستيرلينغ.. داهم اللصوص منزله في مقاطعة ساري عام 2021، أثناء مشاركته في كأس أمم أوروبا، واستولوا على مجوهرات بقيمة تصل إلى 300 ألف جنيه إسترليني.
-
ألكسندر إيساك مهاجم نيوكاسل يونايتد.. استهدفته عصابة قادمة من إيطاليا في 2024، لتسرق 10 آلاف جنيه نقداً، ومجوهرات بقيمة 68 ألف جنيه، إضافة إلى سيارة «أودي RS6» تبلغ قيمتها نحو 120 ألف جنيه إسترليني.
طفرة في سرقات القصور الفاخرة
وتأتي هذه الوقائع في سياق ارتفاع لافت في معدلات سرقة المنازل الفاخرة في بريطانيا، خصوصاً مع تضخم عقود ورواتب لاعبي «البريميرليغ» منذ مطلع الألفية الجديدة.
ووفقاً لإحصاءات شرطة ميتروبوليتان، ارتفعت حوادث السرقة في مناطق مثل تشيشاير وميرسيسايد، التي يقطن فيها عدد كبير من لاعبي الدوري الإنجليزي، بنسبة تُقدّر بنحو 40% منذ 2020، مع تركيز واضح على «الأثرياء الرياضيين» باعتبارهم أهدافاً مضمونة العائد للعصابات المنظمة.
وبين استعراض يومي لحياة الرفاهية على «إنستغرام» وواقع أمني متوتر خلف أسوار القصور، يجد نجوم «البريميرليغ» أنفسهم أمام معادلة معقدة تصبح فيها الصور المنشورة على المنصات الرقمية مدخلاً إلى عالم موازٍ من الخرائط الإجرامية والسرقات عالية التنظيم.
المصدر : وكالات



