غذاء يبني جسور التعاون الدولي – أخبار السعودية – كورا نيو

في ظل تزايد الطلب العالمي على الغذاء وارتفاع عدد سكان العالم، برز الاستثمار في الزراعة الخارجية أحد الحلول المبتكرة لتأمين الإمدادات الغذائية وتعزيز الشراكات الاقتصادية بين الدول. هذا التوجه لا يقتصر على كونه أداة للأمن الغذائي، بل أصبح منصة للتعاون الدولي ونقل الخبرات والتقنيات الزراعية.
الاستثمار الزراعي الخارجي يمنح الدول فرصة لتنويع مصادر الغذاء وتقليل الاعتماد على سوق واحد أو موسم واحد، مما يعزز الاستقرار في الأسعار والإمدادات. وفي المقابل، توفر الدول المستقبِلة لهذه الاستثمارات قيمة مضافة عبر استغلال أراضٍ خصبة غير مستثمرة سابقاً، ما يرفع إنتاجيتها الزراعية. المشاريع الزراعية المشتركة بين الدول تمثّل مكسباً للطرفين؛ فهي تخلق فرص عمل محلية، وتدعم البنية التحتية في المناطق الريفية، وتفتح أسواقاً جديدة للمنتجات. كما تسهم هذه المشاريع في إدخال تقنيات ري حديثة، وأساليب زراعة ذكية، تعزز كفاءة استخدام الموارد الطبيعية.
إحدى الإيجابيات الكبرى لهذا النوع من الاستثمار هي نقل المعرفة الزراعية. من خلال الشراكات، تنتقل خبرات في الإدارة الزراعية، والتسويق، ومعالجة المحاصيل، مما يرفع مستوى الكفاءة والجودة في الإنتاج لدى الدول المستقبِلة، ويفتح آفاقاً أوسع للصادرات. الاستثمار الزراعي الخارجي يمكن أن يكون أداة للتكامل الاقتصادي بين الدول، خاصة عندما يتم توجيه الإنتاج لتلبية احتياجات أسواق إقليمية متقاربة. هذا يعزز الروابط التجارية، ويقوي العلاقات السياسية، ويخلق شبكات تعاون تتجاوز حدود الزراعة إلى مجالات أخرى مثل الخدمات اللوجستية والطاقة.
مع تقدّم التقنيات الزراعية مثل الزراعة الدقيقة والذكاء الاصطناعي في إدارة المحاصيل، تزداد فرص جعل الاستثمارات الزراعية الخارجية أكثر استدامة وربحية. هذه الابتكارات يمكن أن تقلل الفاقد، وتزيد من الإنتاجية، وتحد من الأثر البيئي، مما يجعل هذه المشاريع نموذجاً للتنمية المستدامة.
تشير نتائج دراسات متعددة إلى أن ارتفاع صافي تدفقات الاستثمار الزراعي الأجنبي بنسبة 1% يسهم في دفع النمو الاقتصادي للدول المستقبِلة بما يقارب 9.3%. إلى جانب ذلك، يزداد أثر الاستثمار مع تحسن الإنتاجية الكلية لعوامل الإنتاج، بفضل الارتقاء بجودة القوى العاملة وتعزيز الابتكار الإنتاجي.
سباق الاستثمار في الزراعة الخارجية ليس مجرد تنافس على الموارد، بل هو فرصة لإعادة صياغة مفهوم الأمن الغذائي العالمي عبر التعاون والشراكة. الدول والشركات التي تتبنى هذا المسار برؤية استراتيجية ومستدامة، يمكن أن تضمن غذاءً كافياً لشعوبها، وتفتح آفاقاً جديدة للنمو الاقتصادي المشترك في عالم يتطلب حلولاً مبتكرة وتكاملية.
أخبار ذات صلة
المصدر : وكالات