في ملتقى «الحفاظ على مصداقية الأخبار في عصر الذكاء الاصطناعي العالمي».. التكنولوجيا لن تتفوق على مهنية وقيم الصحفي – أخبار السعودية – كورا نيو

شارك إعلاميون وخبراء من مختلف دول العالم بمجموعة توصيات ومقترحات في لقاء صالون «الحفاظ على مصداقية الأخبار في عصر الذكاء الاصطناعي العالمي»، والذي عقد بمدينة كاراماي الصينية، على هامش الاحتفال بالعيد القومي للمدينة، ومرور سبعين عاما على تأسيس منطقة شينجيانغ ذاتية الحكم.
وخرج الصالون بمجموعة من المقترحات والمبادرات والتوصيات الثرية والتي تخدم الإعلام في ظل أخلاقيات الخوارزميات، وآليات التحقق من المعلومات، ودور الإعلام ومسؤولياته في مواجهة التزييف العميق، تجسد التزامًا مهنياً مشتركًا بالحفاظ على مصداقية الأخبار، وتعكس في الوقت ذاته روحًا إنسانية ومهنية عالية لدى العاملين في الحقل الإعلامي.
وجاء في مشاركة الإعلاميين، إن الذكاء الاصطناعي أصبح «سلاحًا ذو حدين»، إذ أسهم بشكل كبير في رفع كفاءة جمع المعلومات وإنتاجها ونشرها، لكنه أدخل في المقابل مخاطر جديدة كالمعلومات المضللة والتزييف العميق والانحياز الخوارزمي. وشدد على أن الحفاظ على مصداقية الأخبار في هذا السياق لم يعد مجرد معيار مهني، بل غدا ضرورة أخلاقية وتقنية ومسؤولية اجتماعية.
وأوصى الزملاء بضرورة التعاون بين الإنسان والآلة وهو المسار الأمثل للتعامل مع هذه التطورات، وأن التكنولوجيا تساعد الصحفي في الوصول إلى الحقيقة لكنها لا تحل محل الحكم البشري، مطالبين المؤسسات الإعلامية والجهات ذي العلاقة، بدعم وتدريب الصحفيين على استيعاب أدوات الذكاء الاصطناعي وتوظيفها في التحقق من الحقائق وتحليل البيانات وتتبع المصادر، مع الحفاظ دومًا على التفكير المستقل والحس والقيم المهني.
ومن جهته أكد نائب مدير مركز «الصين اليوم» للتواصل الدولي في أوروبا الغربية وإفريقيا (CICG) لي ووتشو، خلال مشاركته في الصالون الحواري، أن النقاش حول مصداقية الصحافة في عصر الذكاء الاصطناعي بات من أكثر القضايا إلحاحًا.
وقال إن مشاركته في الصالون أتاحت له فرصة الاستماع إلى مداخلات ثرية من الحضور، موضحًا أن المساهمات التي طُرحت عكست تنوعًا ثقافيًا ومهنيًا واسعًا، وقدمت رؤى متعددة حول التحديات التي تواجه الإعلام في ظل التطور السريع لتقنيات الذكاء الاصطناعي.
ولفت لي ووتشو، إلى أن التعاون الدولي أصبح ضرورة لا يمكن تجاوزها في ظل عالم مترابط، حيث لا تستطيع أي جهة إعلامية أو دولة أن تعزل نفسها عن التحديات العابرة للحدود، موضحا أنه من الضرورة تعزيز الحوار والتعاون بين الإعلام عبر الدول والثقافات، بما يمكّن من بناء منظومة معلومات أكثر شفافية ومصداقية ومسؤولية.
وكشف أن مركز CICG لأوروبا الغربية وإفريقيا يعمل بالفعل على استكشاف تطبيقات الذكاء الاصطناعي في إنتاج الأخبار متعددة اللغات وفي إيصال المحتوى بدقة وفاعلية إلى الجمهور العالمي. وأكد التزام المركز بمبدأ «الصدق هو روح الصحافة»، مشددًا على أن التطور التكنولوجي مهما بلغ، لا يجب أن يؤثر على جوهر المحتوى الإعلامي ولا على القيم المهنية الأساسية.
وفي ختام كلمته، طرح لي ووتشو أربعة مقترحات محورية لتعزيز التعاون الحضاري والإعلامي، قائلاً:
أولاً: ضرورة العمل معًا لتعزيز الحوار بين دول العالم وتوسيع التبادل والتفاهم المتبادل، مؤكدًا أن الحضارات تزدهر بالتبادل وتثري بالتعلّم المشترك، خصوصا في عالم يشهد عولمة متسارعة.
ثانيًا: تعزيز التواصل بين المدن وبناء روابط الصداقة، مشيرًا إلى أن المدن هي حاضنة للحضارة ومنصة للتعاون، وأن العلاقات الودية بين كاراماي والمدن الصديقة تمثل نموذجًا للعلاقات الدولية القائمة على التفاعل الإيجابي، مؤكدًا استمرار دعم مركز «الصين اليوم» لتوسيع هذه الروابط، خصوصا في مجالات الإعلام والثقافة والتجارة.
ثالثًا: العمل المشترك على رواية قصص المدن والمناطق النامية مثل شينجيانغ وكاراماي بشكل حي وصادق، باعتبارهما جزءًا لا يتجزأ من قصة الصين الشاملة، متعهدًا بتقديم إنجازاتهما وثقافتهما وملامح الحياة فيهما بموضوعية للجمهور العالمي.
رابعًا: تعزيز التعاون الإعلامي بين دول العالم وإسماع صوت دول الجنوب العالمي، داعيًا وسائل الإعلام الصينية والأجنبية للعمل معًا لرواية قصصها وقصص الدول النامية بما يعزز الفهم والصداقة ويدعم التعاون في مختلف المجالات ويعبر عن تطلعات الشعوب.
المصدر : وكالات



