لوحة غوستاف كليمت تحطم رقماً قياسياً في مزاد نيويورك – أخبار السعودية – كورا نيو

حققت لوحة «بورتريه إليزابيث ليدرير» للفنان النمساوي غوستاف كليمت رقماً قياسياً جديداً في سوق الفن العالمي، بعد بيعها في مزاد دار «سوذبيز» بنيويورك مقابل 236.4 مليون دولار، لتصبح أغلى عمل فني حديث من القرن العشرين يُباع في مزاد، وثاني أغلى لوحة في التاريخ بعد «سالفاتور موندي» لليوناردو دا فينشي التي بيعت بـ450.3 مليون دولار عام 2017.
مزايدة شرسة تكسر التقديرات
المزاد على اللوحة انطلق من 130 مليون دولار، قبل أن يتحول خلال دقائق إلى معركة شرسة بين 6 مزايدين عبر الهواتف، في قاعة المزاد الجديدة بمبنى بروير الشهير في نيويورك. العروض قفزت سريعاً متجاوزة التقدير الأولي البالغ 150 مليون دولار، حتى حسمت الصفقة عند 236.4 مليون دولار، في لحظة دوّت بعدها قاعة المزاد بالتصفيق، بينما ارتسمت الابتسامات على وجه المدير التنفيذي لـ«سوذبيز» باتريك دراهي، الذي كان يقف قرب بنك الهواتف متابعاً مجريات هذه اللحظة التاريخية.
«فرصة نادرة» لاقتناء جوهرة كليمت
رئيس «سوذبيز» الأوروبي أوليفر باركر وصف العمل بقوله: «هذه واحدة من آخر الفرص لاقتناء بورتريه بهذه الأهمية من كليمت… إنها جوهرة نادرة». اللوحة رُسمت بين عامي 1914 و1916، وتصور الشابة إليزابيث ليدرير في نحو العشرين من عمرها، مرتدية رداءً إمبراطورياً صينياً مزداناً بتنين ذهبي، أمام خلفية زخرفية غنية بالذهب والألوان الدافئة، تعكس أسلوب كليمت الرمزي والإيروتيكي في مراحله الأخيرة.
من شقة ليونارد إلى مجد المزادات
لمدة تقارب 40 عاماً، ظلت اللوحة معلقة في شقة ليونارد أ. لودر على الجادة الخامسة في نيويورك، بعد أن اقتناها ضمن مجموعته الخاصة بالفن النمساوي المبكر. لودر، الذي توفي هذا العام، كان أحد أبرز جامعي أعمال كليمت، وقد قدمت «سوذبيز» ضماناً مالياً لمجموعته المكوّنة من 54 قطعة لضمان بيعها في المزاد.
أرقام جديدة في سوق الفن الحديث
السعر القياسي للوحة كليمت الجديدة تجاوز الرقم السابق لأغلى عمل من الفن الحديث، المسجل باسم لوحة «مارلين مونرو» لأندي وارهول التي بيعت بـ195 مليون دولار عام 2022، كما حطم الرقم القياسي السابق لأعمال كليمت في المزادات، المُسجّل للوحة «Lady with a Fan» التي بيعت بـ108.4 مليون دولار عام 2023. وبهذا الرقم تسجل «سوذبيز» أعلى سعر في تاريخها لعمل فني واحد.
لوحة نجت من النازية والحرب والحريق
قصة اللوحة لا تقتصر على قيمتها الفنية والمادية؛ إذ نجت من الحرب العالمية الثانية بعد أن أُخفيت لتفادي نهب النازيين، ثم نجت لاحقاً من حريق قلعة إميندورف الذي دمّر عشرات الأعمال الأخرى لكليمت. اليوم، تُعد «بورتريه إليزابيث ليدرير» واحدة من البورتريهات القليلة كاملة الحجم للفنان النمساوي التي لا تزال في ملكية خاصة، ما يضيف إلى قيمتها الفنية والتاريخية بُعداً استثنائياً جعل منها نجمة مزادات العام.
المصدر : وكالات



