عقار لإنقاص الوزن يُظهر مؤشرات مضادة للشيخوخة – أخبار السعودية – كورا نيو

في تطور لافت حول الأدوية المخصصة لإنقاص الوزن، كشفت دراسة حديثة أن تناول جرعات صغيرة من عقار شائع مثل «أوزمبيك» قد يساهم في إبطاء عملية الشيخوخة وربما إطالة العمر.
ويعتمد دواء «سيماغلوتايد»، المعروف تجارياً باسمَي «أوزمبيك» و«ويغوفي»، على محاكاة هرمون GLP-1 الطبيعي في الأمعاء والدماغ، ما يساعد في تنظيم الشهية ويجعل الشخص يشعر بالشبع لفترة أطول.
وعلى الرغم من انتشار مزاعم عبر الإنترنت تشجّع على استخدام جرعات دقيقة من هذا الدواء بهدف إبطاء الشيخوخة، فإن خبراء الصحة يشددون على أن هذه الفوائد لم تُثبت بعد لدى البشر.
وفي خطوة داعمة لهذه الفكرة، توصّل باحثون من جامعة هونغ كونغ الصينية إلى أن دواء «إكسيناتيد»، الذي يمتلك تركيبة كيميائية مشابهة لـ«أوزمبيك»، قد يعزز مقاومة الشيخوخة لدى الفئران.
وبحسب الدراسة، فقد بدأ الباحثون علاج الفئران في عمر يناهز 11 شهراً واستمر العلاج لنحو 30 أسبوعاً. وبعد ذلك جمع الفريق البحثي عينات من الدماغ والكبد والكلى والعضلات والأنسجة الدهنية، لقياس مستويات الـRNA والـDNA، إلى جانب بروتينات وجزيئات مرتبطة بالتمثيل الغذائي، وتقييم التغير في البصمة الجزيئية المرتبطة بالعمر لكل نسيج.
وأظهرت النتائج أن العقار أحدث تغييرات مستقرة في أنسجة عدة، تسير بعكس الأنماط الطبيعية المرتبطة بالتقدم في العمر، كما تمتعّت الفئران التي تلقت العلاج بصحة أيضية أفضل من غيرها. وبدا أن «بصمة العمر» لدى هذه الفئران تعكس نمطاً «أصغر سناً»، فيما ارتبطت العديد من التأثيرات الإيجابية بنشاط الدماغ، ما يشير إلى احتمال كونه مركزاً رئيسياً في تنظيم الشيخوخة عبر مختلف أعضاء الجسم.
ويأمل الباحثون أن تمهّد هذه النتائج لتجارب سريرية موسعة، وأن تسهم في تطوير أدوية مضادة للشيخوخة في المستقبل.
لكن الفريق البحثي حذّر من أن جميع النتائج اقتصرت على الفئران، ولم يُثبت بعد تأثير هذه الأدوية على شيخوخة الإنسان. كما شددوا على أن التجارب اختبرت فئراناً في منتصف العمر، وهو ما يعني أن التأثير قد يختلف لدى الحيوانات الأكبر سناً.
ورغم أن العقار حفّز علامات جزيئية مرتبطة بصِغر السن، إلا أن الدراسة لم تثبت عكس عملية الشيخوخة فعلياً.
وكتب الباحثون في ختام دراستهم: «قدّم عملنا أدلة متعددة الجوانب على استراتيجية شاملة لمكافحة الشيخوخة على مستوى الجسم»، مؤكدين ضرورة إجراء دراسات طويلة المدى لاستكشاف ما إذا كان محفز مستقبلات GLP-1R يمكن أن يكمّل أساليب أخرى لمواجهة الشيخوخة.
المصدر : وكالات



