مجتمع أسري صحي – أخبار السعودية – كورا نيو

في زمن التحولات المتسارعة والتغيرات الاجتماعية العميقة؛ بدأ الإنسان يقترب أكثر من ذاته، يكتشف إنسانيته، ويحاول أن يعيشها بصدق واتزان، لكن بعض الأصوات ما زالت تحاول أن تثقل هذا التحول بخطابات وعظية جامدة، ظناً أن الانفتاح خطر يهدد القيم.
المشكلة ليست في الاندماج ذاته؛ بل في بعض العقول التي لم تستوعب التغيير، وفي النفوس التي لم تنضج لتفهم أن التنوع جمال لا تهديد، تلك العقول التي تربت على الانغلاق رأت في الاختلاف ضعفاً، وفي الثبات أماناً فغابت عنها حقيقة أن النضج لا يتحقق إلا بالتنوع، وأن الإنسانية لا تزدهر إلا حين نتسع للآخر بفكره ومظهره واختياره. ولقد وضعنا هذا الواقع في مواجهة أنفسنا حين كشف الانفتاح بعض التناقضات السلوكية، وأظهر كم نحاكم المختلف وكأننا أوصياء على الحقيقة.
الاختلاف في جوهره نعمة تفتح أبواب الفهم، وتمنح الحياة توازنها، وكما تتجاور ألوان الزهر في الحديقة لتكوِّن جمالها؛ تتنوع طبائع البشر لتصنع جمال التعايش الإنساني.
وفي الأسرة الواحدة نرى الإخوة والأخوات يختلفون في الفكر والميول والمظهر ومع ذلك يجمعهم الحب والتفاهم، لأن جوهر الأسرة السليمة هو القبول لا الإلغاء، والاحترام لا السيطرة.
النموذج الأسري الصحي يمنح أبناءه حق أن يكوِّنوا أنفسهم، ويعبِّروا عن أفكارهم دون خوف، هو الذي يرى في الحرية مسؤولية، وفي التنوع قوة لا خطراً. ولو وضعنا الله في تفاصيل علاقاتنا الأسرية وأدركنا أنه الموجه والهادي لأصبحنا أقرب إلى مجتمعات محبة متصالحة مع ذاتها، تعرف أن التعافي يبدأ من بيت يحتضن الاختلاف قبل أن يعلمه.
أخبار ذات صلة
المصدر : وكالات