مستثمر بارز: الذكاء الاصطناعي «يستبدل البشر بالكامل» – كورا نيو

قال المستثمر ورائد الأعمال البارز فيكتور لازارتي إن الذكاء الاصطناعي «لم يعد يُكمل عمل البشر، بل بات يستبدلهم بالكامل»، في تصريحات مثيرة للجدل تعكس اتجاهًا متزايدًا لدى بعض المستثمرين في الدفع نحو الاعتماد الكامل على تقنيات الذكاء الاصطناعي، رغم التحذيرات المتكررة من تداعيات هذه السياسات.
وفي حديثه على بودكاست Twenty Minute VC، وصف لازارتي، الشريك في شركة الاستثمار الجريء Benchmark، خطاب الشركات الكبرى بشأن «تعزيز قدرات الموظفين عبر الذكاء الاصطناعي» بأنه «كلام فارغ»، مضيفًا: «ما يحدث الآن هو استبدال كامل للموظفين».
الذكاء الاصطناعي في المحاماة… إخفاقات واضحة
لازارتي، الذي يستثمر في شركات تعتمد على الذكاء الاصطناعي مثل Mercor (منصة توظيف) وDecart (مختبر بحثي)، ركّز بشكل خاص على المهن القانونية والموارد البشرية، محذرًا طلاب كليات الحقوق من أن وظائفهم قد لا تكون موجودة خلال ثلاث سنوات.
لكن الواقع لا يعكس هذا التفاؤل المفرط، إذ تشير تقارير حديثة إلى أن محاولات استخدام الذكاء الاصطناعي في المجال القانوني واجهت إخفاقات فادحة. ففي نيويورك، انتقد قاضٍ في المحكمة العليا رائد أعمال حاول استخدام فيديو مولد بالذكاء الاصطناعي كممثل قانوني في قاعة المحكمة، في إطار تجربة لتطبيق قانوني ناشئ.
كما تورط مايكل كوهين، المحامي السابق للرئيس ترامب، في فضيحة استخدام مذكرات قانونية أنشأها الذكاء الاصطناعي، تبين لاحقًا أنها استندت إلى قضايا مختلقة بالكامل.
المختصون القانونيون لا يبدون حماسة كبيرة لهذا التوجه، إذ قال البروفيسور مارك بارثولوميو إن «المحاكم ستتدخل قبل أن يتمكن الذكاء الاصطناعي من تثبيت قدمه في المجال القضائي».
ذو صلة | الوظائف المهددة بالاختفاء بحلول 2030 بسبب الذكاء الاصطناعي
فوضى الذكاء الاصطناعي في التوظيف
أما في مجال الموارد البشرية، فإن استخدام الذكاء الاصطناعي بات أكثر شيوعًا، رغم ما يحمله من تحيزات عنصرية متأصلة في البيانات التي يتم تدريبه عليها.
تشير دراسات إلى أن 99% من شركات فورتشن 500 تستخدم الذكاء الاصطناعي لتصفية طلبات التوظيف، بل إن بعضها بدأ يجرب أدوات تقوم بالمقابلات الوظيفية نفسها. في المقابل، يلجأ بعض المتقدمين للوظائف إلى استخدام أدوات ذكاء اصطناعي خاصة بهم لكتابة السير الذاتية والرد على الأسئلة، مما حول العملية إلى سباق تقني يُقصي من لا يملك هذه الأدوات، لا سيما من كبار السن أو ذوي الإعاقة أو المهاجرين.
في ظل هذه الفوضى المتزايدة، حذر أستاذ علوم الحاسوب بجامعة بيركلي، هاني فريد، من التسرع في تبني هذه التقنيات، قائلاً:
«فقط لأن شيئًا ما يبدو حتميًا، لا يعني أنه يجب تطبيقه على الفور.»
وتبقى الإشكالية الجوهرية في أن العديد من المستثمرين والداعمين للذكاء الاصطناعي يبالغون في قدراته، دون أن يقدّموا أدلة عملية على أنه بالفعل قادر على تولي المهام البشرية بدقة أو أمان.
المصدر : وكالات