من الجنون إلى الفن.. أحلام مرضى أقدم مستشفى نفسي في العالم على لوحات نادرة – أخبار السعودية – كورا نيو

تتجلى الأحلام الزاهية التي تتلاشى عند الاستيقاظ، تاركة شظايا محيرة تراودنا طوال اليوم، والعواطف القوية من بكاء وخوف ونشوة ويأس، التي لا تنبع من أحداث حقيقية بل من نشاط الدماغ بين النوم واليقظة.
هذه الظواهر النفسية، التي طالما درسها علم النفس، أصبحت الآن محور معرض فني جديد يضم أعمالاً لفنانين كانوا مرضى في مستشفى بيثليم المعروف بـ«بيدلام»، أقدم مستشفى نفسي في العالم، ومستشفى مودسلي الشقيق.
يضم المعرض لوحات للفنانة الراحلة شارلوت جونسون واهل، والدة رئيس الوزراء البريطاني السابق بوريس جونسون، التي قضت ثمانية أشهر في مودسلي بعد انهيار نفسي.
خلال إقامتها، أبدعت العديد من اللوحات وعقدت معرضها الأول الذي بيع بالكامل، وقالت لاحقاً: لم أستطع التحدث عن مشاكلي، لكنني استطعت رسمها.
وأوضحت ابنتها راشيل جونسون لصحيفة «الغارديان» أن إقامة والدتها في المستشفى منحتها راحة من الأعباء المنزلية ووقتاً للرسم، مضيفة أن الرسم كان بمثابة الأكسجين لوالدتها، لكنها عادت إلى عائلتها وهي لا تزال تعاني من المرض.
وتُعرض لوحتان لجونسون واهل في المعرض المعنوَن (بين النوم واليقظة: أحلام وتخيلات المستشفى)، الذي سيُفتتح في متحف بيثليم للعقل في أغسطس.
ويتركز المعرض حول عمل فني ضخم بعنوان (تيارات الليل) للفنانة المعاصرة كيت ماكدونيل، التي تستخدم أغطية منسوجة بكلمات مضطربة لتجسيد القلق وتضارب الأفكار المرتبط بالأرق.
وتوضح كارولين هورتون، أستاذة النوم والإدراك ومديرة مختبر DrEAMSLab في جامعة بيشوب غروستيست في لينكولن، أن الحلم يحدث أثناء النوم، والنوم ضروري للصحة العقلية والجسدية، ونحن جميعاً نحلم كل ليلة، حتى لو لم نتذكر تلك التجارب.
ومن بين الأعمال المعروضة أيضاً لوحة «سقوط لندن» لجوناثان مارتن، الذي كان محتجزاً في قسم «المجانين الجنائيين» في بيثليم من 1829 حتى وفاته في 1838. وصفتها صحيفة «الغارديان» عام 2012 بأنها تصوير بالحبر لتدمير العاصمة بسبب الإلحاد.
وحاول مارتن، الذي كان مهووساً بفضح الفساد في الكنيسة، تحذير رجال الدين في يورك عام 1828، وعندما لم يستجيبوا، أشعل النار في كاتدرائية يورك، ليُحكم عليه بالبراءة بسبب الجنون.
كما يتضمن المعرض قصيدة مصورة بعنوان (قبر جاك، السنجاب الفقير) لجيمس هادفيلد، أحد أشهر مرضى بيثليم، الذي قضى 41 عاماً في المستشفى بعد محاولته اغتيال الملك جورج الثالث بدافع وهمي لإنقاذ البشرية.
وسُمح له بتربية حيوانات أليفة، بما في ذلك السناجب، وبيع رسوماتها للزوار، وكشف تشريح جثته عن إصابات دماغية خطيرة تعود إلى سنواته كجندي.
وستُعرض أيضاً، لأول مرة، يوميات الأحلام للطبيب النفسي في مودسلي، إدوارد هير، الذي سجل انطباعاته عن أحلامه من الأربعينات إلى التسعينات.
وقال كولين غيل، مدير متحف بيثليم للعقل، إن الأعمال الفنية تعكس طيفاً كاملاً من الأحلام التي حددها باحثو النوم.
أخبار ذات صلة
المصدر : وكالات