وداعاً «ملاهي عطا الله» أيقونة «الجدّاويين» في الأعياد – أخبار السعودية – كورا نيو

في لحظةٍ تختلط الذكريات بالحنين، أُسدل الستار على واحدٍ من أبرز معالم الفرح في جدة.. ملاهي عطا الله، تلك المساحة التي لم تكن مجرد مدينة ألعاب، بل ذاكرة تسكن وجدان الجداويين منذ نحو أربعة عقود. فمن هناك، من أصوات الصغار وضحكات الأعياد، ومن رائحة القطن المحلّى «غزلْ البنات» وضوء الأراجيح المتلألئ على شاطئ الكورنيش، بدأت حكاية أجيالٍ تربّت على البهجة، وانتهت الآن عند بابٍ أُغلق إلى الأبد.
علامة جدة الفارقة
كانت «ملاهي عطا الله» أكثر من مجرد وجهة ترفيهية، كانت علامة جدة الفارقة في العيد، المحطة التي يتقاطر إليها الأهالي كل موسم، حيث تختلط نسمات البحر برائحة الذكريات، ويُعاد فيها زمن الطفولة بكل تفاصيله، من البالونات الملوّنة إلى ألعاب المراجيح التي كانت تكفي لتضيء مساء المدينة. واليوم، حين تُطوى قصتها بهدوء، لا تغيب وحدها، بل تصحب معها جزءاً من ذاكرة المكان والناس.
**media«2604925»**
الفرح القديم
برحيلها، التحقت «عطا الله» بقافلة المعالم التي غابت عن وجه جدة؛ بحيرة القطار، ودوّار الطيارة، ودوّار السفن، وألسنة النورس التي كانت تستقبل زوّار البحر بابتسامة المدينة الأولى. رحلت كلها، كما يرحل مشهد الطفولة حين يتبدّل الزمان، وبقيت جدة تحاول أن تتصالح مع صورتها الجديدة، وهي تبحث بين الأبراج والمراكز الحديثة عن بقايا الفرح القديم.
**media«2604926»**
ذاكرة جدة العاطفية
لم تكن «عطا الله» مدينة ألعاب فحسب، بل كانت ذاكرة جدة العاطفية، مكان من الضوء والضحك والدهشة، يربط بين الأجيال، ويعيدهم إلى أول عيدٍ صعدوا فيه الأرجوحة ورفعوا أعينهم إلى السماء. واليوم، إذ تغلق أبوابها، فإن جدة لا تفقد مرفقاً ترفيهياً، بل تفقد صفحة من وجدانها، وسطوراً من طفولةٍ لم تكن تعرف الغياب.
أخبار ذات صلة
المصدر : وكالات



