يمتلكون حضوراً قويّاً وهيبة مضاعفة.. اللاعبون «الصُلع» – أخبار السعودية – كورا نيو

تزخر الملاعب الرياضية حول العالم بلاعبين «صلع» يخطفون الأنظار منذ اللحظة الأولى، إذ يفرض حضورهم اللافت وهالتهم المميزة نفسيهما على كل من يتابع المستطيل الأخضر، وتتفاعل الجماهير مع هؤلاء اللاعبين بشكل إيجابي وكبير؛ لأن مظهرهم يوحي بالثقة والثبات والصلابة، وهي صفات يجد فيها المشجعون عامل طمأنينة أثناء المباريات، خصوصاً الحاسمة، كما أن اللاعبين الصلع يمتلكون قاعدة جماهيرية مميزة، وكثيرون منهم يتحولون إلى رموز بصرية لا تنسى في ذاكرة كرة القدم.
ويتردد السؤال هنا: «هل بالفعل اللاعب الأصلع أكثر شهرة وهيبة من الآخرين بسبب صلعته؟
يقول الاستشاري النفسي المهتم بالشأن الرياضي الدكتور عبدالعزيز حمدان لـ«عكاظ»: «اللاعب الأصلع غالباً ما يمتلك هيبة مضاعفة داخل الملعب، ليس بسبب الصلع بحد ذاته، لكن لأن الشكل الحاد والواضح للملامح يمنح الانطباع بالجدية والتركيز والصلابة الذهنية، فالدراسات النفسية أشارت إلى أن الرأس الأصلع يرتبط في اللاوعي الجمعي بصفات القوة والانضباط والصرامة، وهي صفات تمنح اللاعب حضوراً ذهنياً وشعبية واسعة، حتى قبل تقييم مستواه الحقيقي».
وأضاف: اللاعب الأصلع يمتاز أيضا بجوانب نفسية وفنية عدة، منها حضور بصري قوي يجعل تتبعه أسهل داخل الملعب للجماهير والكاميرات، ثقة بالنفس تعززها القدرة على الظهور بمظهر واضح دون محاولة إخفاء أي شيء، شخصية قيادية لكون ملامحه المكشوفة تظهر تعابيره وانفعالاته بدقة، ومستوى تركيز أعلى نتيجة عدم الانشغال بالمظهر، خصوصاً الشعر الذي يحرص البعض أن يتفنن فيه سواء بقصات معينة أو إطالته.
وحول حرص بعض اللاعبين الظهور بلا شعر، رغم أنهم لا يعانون من الصلع الكامل يواصل د.حمدان: «بالفعل هناك الكثير من اللاعبين يلجؤون إلى الحلاقة الكاملة لبعض الأسباب منها: الهروب من مظهر الشعر المتساقط نتيجة الضغط البدني والهرمونات أو الجينات الوراثية، سهولة العناية وعدم الحاجة للوقت أو المنتجات التجميلية قبل المباريات، الشعور بالتحرر والراحة البدنية أثناء الجري والتعرق، تمتعهم بصورة الشخصية القوية التي يمنحها الصلع، خصوصاً للاعبين أصحاب الأدوار القيادية، فبعض اللاعبين بمجرد أن يبدأ شعرهم بالتراجع يلجؤون إلى الحلاقة الكاملة؛ لأن مظهر الصلع يبدو أكثر اتساقاً وثقة من الشعر المتناثر».
وحول مدى تأثير الصلع على ملامح اللاعب قال: «الصلع يبرز ملامح الوجه بشكل أوضح، مما يجعل تعابير الوجه أكثر وضوحاً، والحدة البصرية تكون أعلى لدى المتابعين، كما أن ملامح اللاعب تبدو أقوى وأشد حضوراً، وفي المقابل قد يجعل بعض اللاعبين يظهرون أكثر عمراً، لكنه في الغالب يعزز الشخصية الجادة والمسؤولة لدى اللاعبين المحترفين».
وختم د.حمدان حديثه بقوله: «لا يقتصر هذا التأثير على اللاعبين فقط، فحتى بعض حكام الساحة اشتهروا بين الجماهير بفضل صلعتهم اللافتة، إذ أصبح تمييزهم في المباريات سهلاً وسريعاً، ومع كل ظهور لهم تتجدد صورتهم في أذهان المشجعين، كما أن الكثير من اللاعبين والحكام لا يملكون علامات شكلية مميزة، ومع ذلك علقت أسماؤهم في ذاكرة الجماهير بقوة، وهذا يؤكد أن الصلع قد يكون عاملاً مساعداً في لفت الانتباه، لكنه لا يغني أبداً عن الجودة والنجومية الحقيقية»، فالجماهير في النهاية تبحث عن من يصنع اللحظات الاستثنائية داخل الملعب، وكلما ارتفع مستوى العطاء تضاءلت أهمية المظهر أمام قيمة التأثير الحقيقي، وهكذا يظل الحسم والمهارة هما البصمة التي لا تزول مهما اختلفت الملامح أو تعددت الصفات.
المصدر : وكالات



