أمطار حائل.. سماء تهطل وأرض تتجلّى – أخبار السعودية – كورا نيو

بعد ساعات من هطول المطر على حائل، بدت المدينة كأنها تدخل طوراً جديداً من الحياة، ليس لأن الشوارع ابتلّت، أو لأن الأرض ارتوت، بل لأن المشهد كلّه اكتسب طبيعة مختلفة؛ أكثر صفاءً، وأكثر قرباً من روح المكان التي يلمسها كل زائر وكل ابن منطقة يعرف تفاصيلها جيداً.
في حائل، لا يُنظر للمطر بوصفه حالة مناخية عابرة؛ فالمطر هنا حدث يجمع الناس، ويعيد ترتيب الصورة بين المدينة وجبالها ووديانها؛ فما إن تتوقف السماء عن الهطول حتى يبدأ المشهد في التشكل: ضوء ينعكس على الأسفلت، رائحة طين صافية، ومسطحات صغيرة من الماء تُعيد رسم ملامح الجبال في انعكاسات لافتة.

وتبرز بعد المطر علاقة خاصة بين الإنسان والمكان؛ يتجوّل الأهالي في المتنزهات، يلتقطون صوراً لا لمجرّد التوثيق، بل لأن المدينة نفسها تصبح أكثر قرباً، وأكثر قابلية لأن تُرى بجمالها الطبيعي. تمتد الوديان فتجري «العيون» من الأطراف، ويعود صوت الماء جزءاً من ذاكرة المكان.

هذا التحوّل السريع يجعل حائل واحدة من المدن السعودية التي تغيّر ملامحها بعد كل موجة مطر، دون الحاجة إلى حدث كبير أو استعداد مسبق؛ المطر وحده يكفي ليمنحها ضوءاً جديداً ويعيد للمدينة ملمسها الأول.

حائل بعد المطر مدينة تعرف كيف تطوّر تفاصيلها، وتقدّم نفسها بهدوء وثقة، كلما لامستها السماء.

المصدر : وكالات




