أهلي ما يخليك تتنفس.. وسحر النصر – أخبار السعودية – كورا نيو

لا أدري من أين أبدأ ومن أين أنتهي؟ من هذه المدورة وعالمها الغريب والمبهر، وهي تقدم لي نسخة شبيهة بـ«أحوال الدنيا» تقلباتها ومنعطفاتها التي لا تدوم على حال، وما لها أمان فقد تنقلب عليك في أي لحظة وتريك وجهها الأسود.
– وبمنتهى الصراحة والشفافية ومن الآخر، وبدون «لف ودوران»، أقدم اعتذاري الشديد لنصر «خيسوس» ومحبي كريستيانو، ولأهلي «يايسله» ومجانينه، معترفًا بكل «شجاعة» أدبية أن مغامرتي عبر توقعات أطلقتها قبل نصف نهائي السوبر جانبت الصواب، فقد كانت تلك التوقعات وفق رؤية فنية لم أندم عليها، حين أحسنت الظن كثيرًا في فريقي الاتحاد والقادسية ونفختهما نفخًا حسب مقومات موضوعة على الورق، مبنية على أسماء «نجوم» كبار راهنت عليهم، وعلى وجه الخصوص فريق القادسية. ولم يدر بخلدي أنني أنفخ في «قربة مفقوعة» بفعل «مدربين فاشلين»، وغابت عن ذهني تلك المقولة المعروفة «الميدان يا حميدان»، حيث تظهر على أرض «المستطيل الأخضر» قوة الرجال الأبطال في معركة الحسم، والكلمة الفاصلة لصناديد يرفعون راية النصر، فيما يجر المهزومون وراءهم ذيول الخيبة والخسارة وآهات الألم والإحباط.
– وعلى الرغم من إعجابي الشديد بما قدمه فريقا النصر والأهلي، والدرس «القاسي» الذي تلقيته منهما، إلا أنني هذه المرة لن أغامر بتوقعات قد تصيب أو تخطئ حول من منهما أقرب إلى الفوز واللقب، فلكل مباراة ظروفها. ومع ذلك، أرى أن النصر هذا الموسم سوف «يكوش» على بطولتي الدوري والكأس، ويأخذ نصيبه من «الرضا» بعدما أصبح موقفه «محرجًا» للغاية. فمن غير المعقول أن ناديًا يملك في صفوفه أفضل لاعب في العالم ونجومًا آخرين يخرج «بخفي حنين» عاجزًا عن تحقيق طموحات جماهيره دون غيرة «محمودة» تدفعه إلى منافسة إخوانه وزملائه من الأندية الثلاثة: الاتحاد، الهلال، والأهلي، الذين نجحوا في تحقيق العلامة الكاملة، وبالذات الهلال الذي نال من «الدلال» ما جعله يحصد كل البطولات المحلية والقارية بلا أي هزيمة.
– حتى الأهلي لم يقف متفرجًا، فقد نجح في حصد بطولة النخبة الآسيوية، ولديه أمل كبير في حصد بطولات هذا الموسم المحلية بدءًا من بطولة السوبر. ولو فعلها اليوم، لكان بذلك قد أرضى «المالك» الذي لم يبخل عليه بتقديم وسائل الدعم التي سهلت مهمته مع مدرب صنع فريقًا «مرعبًا»، من المستحيل أن يترك لاعبي الخصم «يتنفسون» الكرة، بل لا «يمسكون» الكرة بتاتًا، بحيث يسيطرون على اللعب والملعب. وبالتالي يخرج أهلي «يايسله» هذا المساء مواصلًا عروضه الممتعة وانتصاراته الخلاقة، منتزعًا بطولة من فم الفارس الملثم، «فارس نجد».
– ولهذا فإن مهمة النصر صعبة للغاية، نظرًا إلى أن لاعبي الأهلي – إضافة إلى الجوانب التكتيكية التي يجيدون تطبيقها –أكثر تجانسًا وأقرب لفهم طريقة وتكتيك مدربهم الذكي. ومع ذلك، لا أظن أن «العجوز» خيسوس سيبقى «متفرجًا»، بل أراه قد أعد العدة، وبنفس أسلوب «يايسله»، وسوف يوصي ويوجه لاعبيه بالانقضاض السريع على الفريسة، ولن يسمح للاعبي الأهلي أن «يسرحوا ويمرحوا» كما سمح لهم مدرب القادسية.
– وفي نهاية هذا الهمس، أعلنها علنًا: النصر هذا الموسم أمامه فرصة العمر، وأبواب الحظ مشرعة أمامه ليحقق ثلاث بطولات، مستثمرًا «حنانًا» متدفقًا عليه بقوة من قبل المالك، لم يحسن تقديره في الموسمين الماضيين. فإن فشل في استثمار هذا «الحنان» هذا الموسم، وعدم الاستفادة من وجود كريستيانو ونجوم كبار معه، والمدرب «راعي البطولات» خيسوس، ليقدم لنا «سحرًا» كرويًا، فعلى النصر السلام. ومن الأفضل أن يغلق أبوابه، أو أذهب مع ما يقوله البعض: إن مشكلة النصر أن هناك من انهال بالدعاء عليه، أو أنه مسحور، وبالتالي لا يوجد حل أمامه إلا أن يغير اسمه.
أخبار ذات صلة
المصدر : وكالات