أخبار العالم

إسبانيا تواجه صيفاً قاتلاً.. الحرارة تجتاح 34 مقاطعة وتودي بحياة المئات – أخبار السعودية – كورا نيو



أعلنت السلطات الإسبانية حالة التأهب القصوى في 34 مقاطعة، معظمها في وسط وجنوب البلاد، نتيجة موجات الحر الشديدة التي تجتاح البلاد منذ بداية الصيف، في ظل ارتفاع مقلق في معدلات الوفيات الناجمة عن ارتفاع درجات الحرارة، إذ سجل معهد كارلوس الثالث للصحة العامة 1,505 وفيات مرتبطة بـ«ارتفاع شديد في درجات الحرارة» خلال الفترة من 16 مايو إلى 4 أغسطس 2025.

وتشهد إسبانيا، كغيرها من دول جنوب أوروبا، صيفًا استثنائيًا من حيث شدة الحرارة، إذ وصلت درجات الحرارة في بعض المناطق إلى 46 درجة مئوية، مسجلة أرقامًا قياسية في يونيو ويوليو، أدت هذه الموجات الحارة، التي تفاقمت بسبب تغير المناخ وتأثير ظاهرة «القبة الحرارية»، إلى زيادة كبيرة في الوفيات المرتبطة بالحرارة مقارنة بالعام الماضي، حيث سجلت 114 وفاة فقط خلال نفس الفترة في 2024.

وأصدرت وكالة الأرصاد الجوية الإسبانية تحذيرات من استمرار الموجة الحارة حتى منتصف أغسطس، مع توقعات بأن تظل درجات الحرارة مرتفعة بشكل غير طبيعي في مناطق مثل الأندلس وقرطبة، وقد أدت الحرارة الشديدة إلى زيادة حالات الإصابة بضربات الشمس والأمراض المرتبطة بالحرارة، مثل أمراض القلب والأوعية الدموية والجهاز التنفسي، مما زاد الضغط على المستشفيات.

كما تسببت موجات الحر في تفاقم مخاطر الحرائق، إذ أُجبرت السلطات على نشر المزيد من فرق الإطفاء للسيطرة على حرائق الغابات في مناطق مثل كاتالونيا. وأشار الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، خلال مؤتمر في إشبيلية، إلى أن «الحرارة الشديدة أصبحت الوضع الطبيعي الجديد» بسبب تغير المناخ الناجم عن النشاط البشري.

وأطلقت وزارة الصحة الإسبانية تحذيرات صحية عاجلة، داعية المواطنين إلى اتخاذ احتياطات مثل البقاء في الظل، ارتداء ملابس خفيفة، ومراقبة الجيران المسنين، كما تم تعزيز نظام المراقبة الصحية لتتبع الوفيات اليومية وتحديد التأثيرات المباشرة وغير المباشرة للحرارة، وتشير التقارير إلى أن الإجراءات الوقائية، مثل خطة الوقاية من الحرارة، ساهمت في تقليل الوفيات المرتبطة بالحرارة الشديدة في بعض المناطق مقارنة بالسنوات السابقة.

ومع ذلك، يحذر الخبراء من أن استمرار ارتفاع درجات الحرارة عالميًا قد يؤدي إلى زيادة الوفيات المرتبطة بالحرارة في أوروبا بما يراوح بين 8,000 إلى 80,000 سنويًا بحلول نهاية القرن، مما يبرز الحاجة إلى استراتيجيات طويلة الأمد للتكيف مع تغير المناخ.

ووفقًا لتقارير معهد كارلوس الثالث، شهدت الأسابيع الأولى من يوليو زيادة حادة في الوفيات، خاصة بين كبار السن والفئات الأكثر عرضة للخطر، مثل المصابين بأمراض مزمنة، وتُظهر البيانات أن 76 تنبيهًا أحمر للحرارة الشديدة صدرت هذا الصيف، مقارنة بصفر في العام السابق، مما يعكس «شدة استثنائية» للأحداث المناخية.

وتستجيب إسبانيا لهذه الأزمة من خلال تفعيل خطة وطنية للوقاية من آثار ارتفاع درجات الحرارة، والتي تشمل تحذيرات مبكرة وخريطة تنبيه حراري جديدة تحدد عتبات درجات الحرارة التي تؤدي إلى زيادة الوفيات في كل منطقة، وتهدف هذه الخريطة، التي أُطلقت في يونيو الماضي، إلى حماية الفئات الضعيفة، خصوصاً كبار السن، من خلال توجيهات مثل تجنب الخروج في منتصف النهار وشرب المزيد من الماء.

أخبار ذات صلة

 




المصدر : وكالات

كورا نيو

أهلا بكم في موقع كورا نيو، يمكنكم التواصل معنا عبر الواتس اب اسفل الموقع

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى