أخبار العالم

«اعتدال»: يقظة المجتمع وهويته الوطنية كابوس يطارد مشاريع التطرف – أخبار السعودية – كورا نيو



حذر المركز العالمي لمكافحة التطرف «اعتدال»، في دراسة تحليلية بعنوان «أدوات التطرف لزعزعة أمن المجتمعات»، من الأساليب التي تلجأ إليها الجماعات المتطرفة لبث الفوضى وتقويض استقرار الدول والمجتمعات، بصناعة بيئات مشحونة باللا أمل، وتوظيفها لصالح أجندات عنيفة تهدد الأمن الوطني والاجتماعي.

وتؤكد الدراسة أن التطرف يراهن على إحياء وتعميق مشاعر سلبية، وأوهام مريضة، وانفعالات مرضية، تخلصت منها المجتمعات الآمنة والمستقرة؛ وهي ما تختصرها عبارة «حب الإحباط وكراهية الأمل». إذ يكفي أن ينشأ شعور الفرد باللا أمان في بلده، بسبب غياب أو هشاشة القانون، أو سيادة التسيب والتطاول على الحرمات: من حياة وممتلكات وأعراض، لتنهار المشاعر الوطنية والإنسانية تماماً. عندها تحل محلها مشاعر أخرى مدمرة، يزرعها المتطرف في نفسه وفي من حوله، كالقلق المفرط واليأس المقيم والاضطراب النفسي وفقدان الأمان بكل أشكاله، في ظل انعدام المؤسسات الرسمية وغياب المعالجات في المجال الحيوي المناسب. وهنا يجد التطرف بيئة مواتية لتسويق مشاريعه المدمرة وبيع أفكاره العنيفة باعتبارها حلاً واقعياً.

وتوضح الدراسة أن الخطوة الأولى للتطرف هي الإخلال بالاتزان النفسي والفكري للفرد عبر بث الانعزالية والإحباط والشكوك، ثم الرهان على خلق فجوة بين الأفراد من جهة، والمؤسسات الرسمية من جهة أخرى. ومثلما ينفرد التطرف بالمجتمع برؤية مشوهة متوهمة قائمة على فقد الأمل والترهيب والترويع، فإنه يقدم نفسه من خلال ذلك كسبيل للنجاة من المخاطر المتوهمة التي يروج لها بطريقة مضللة.

أما الخطوة الثانية فتتمثل في بناء شبكة إجرامية للسيطرة على الثروات والمقدرات، من خلال الانخراط في التهريب والتزييف وغسل الأموال، وصولاً إلى تمويل الأنشطة التخريبية والإرهابية.

وفي الخطوة الثالثة ينتهز المتطرفون الظروف الاستثنائية في تاريخ الدول أو لحظات ضعفها ولو كانت عابرة، فيضاعفون استهداف مؤسساتها ومصادر قوتها حتى تنهار ثم يستحوذون عليها. وفي هذه المرحلة تصبح الجماعات المتطرفة بديلاً مدمراً، يحوّل المجتمع إلى مسرح للفوضى والدمار.

دروس وتجارب من التاريخ

تشير الدراسة إلى أن التجارب التاريخية تؤكد أن مشاريع التطرف لم ولن تجد طريقها إلى أي مجتمع قوي، كونها الخطر الرئيس الذي يواجهه المجتمع في التصدي للعنف والإرهاب. ويأتي ذلك من خلال بناء منظومة ردع خاصة تحصن المجتمعات وتمنع المتطرفين من إحكام قبضتهم على الضحايا في البيئات الهشة. وهذا يفسر -بحسب «اعتدال»- عداء المتطرفين الكبير للمؤسسات المعنية بمكافحتهم وكشفهم والقضاء على أفكارهم الممتدة، إذ تشكل هذه المؤسسات جدار صد ضد مخططاتهم العبثية.

تخلص الدراسة إلى أن يقظة الجميع تمثل جداراً وطنياً منيعاً، يقف ضد محاولات التشويش على الأمن ويرعب مشاريع الفوضى والتطرف. ومع أن المتطرفين يحاولون استغلال أي ظرف لزعزعة الأمن، إلا أن وعي المجتمع حول الهوية الوطنية ومؤسسات الدولة، ورفضه القاطع لدعوات العنف، هو الضمانة الأساسية لبقاء الاستقرار.

ويؤكد «اعتدال» أن الرد المجتمعي المتواصل على أي نشاط يهدد وحدة الوطن يشكل الجدار الصلب والمانع الذي يعزز الأمن والتعايش، ويعيق محاولات استهداف الاستقرار الوطني، لتبقى الدولة في موقع الحصانة أمام مخططات الإرهاب والتطرف.

أخبار ذات صلة

 


المصدر : وكالات

كورا نيو

أهلا بكم في موقع كورا نيو، يمكنكم التواصل معنا عبر الواتس اب اسفل الموقع

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى