أخبار العالم

افتتاح مبهر لإبداع استثنائي – أخبار السعودية – كورا نيو



أقلّ وصف تُلخّص به مشهد انطلاق فعاليات موسم الرياض 2025 في نسخته السادسة، أنّه «إبهار استثنائي»، لم تقتصر دهشته على الحضور، ولم تقف متعته عند حدود العاصمة وحدها، فقد طبق الآفاق، وعمّ وذاع وانتشر عبر أكثر من 12 قناة ومنصة إعلامية، كانت شاهدةً على عظمة الإنجاز، وقدرة المملكة على تحطيم الصور النمطية، وتأكيد حضورها الإنساني المبتهج بالحياة، والمنطلق نحو «جودتها» على سلّم «الرؤية» المرتقي إلى السِّماك، والصاعد نحو مراقٍ كانت عصيّة وبعيدة المنال، فإذا هي اليوم واقع مشهود، وحقيقة ماثلة، ونشاط يسري في أوصال المجتمع بكل أطيافه، فيبعث فيها روح الحياة، ودفق الأمل، وانطلاقة التوثّب نحو غدٍ مشرق ووضّاء..

ولئن كانت ذاكرة الشعوب قد جعلت من الأمثال مختصراً إيجازياً لحكمة حياتها، وخلاصة تجاربها، فقد أبدعت المخيلة السعودية أيّما إبداع في مثلها السيّار «ليالي العيد تبان من عصاريها»، وهو ما انطبق على موسم الرياض في نسخته السادسة، فمن أرخى السمع لمجريات المؤتمر الصحفي الذي أعلن من خلاله المستشار تركي آل الشيخ تفاصيل الموسم، لا بد أن ينتهي به التوقّع إلى ما شهدته العاصمة عصر الجمعة، من فاتحة لموسم استثنائي، ومنطلقاً لفعاليات ستعمّق صورة السعودية المتجسّدة في مرآة «الرؤية»؛ فتيّة كما يجب، ووضّاءة كما المبتغى، ومتوثبة بعزمها وحزمها إلى البعيد البعيد..

حمل المؤتمر جديداً في الطرح يستوجب التوقّف عنده كثيراً، خصوصاً فيما يتصل ببلوغ القيمة التقديرية للعلامة التجارية لموسم الرياض 3.2 مليار دولار أمريكي (ما يعادل 12 مليار ريال سعودي)، بما يعكس النمو الكبير في سمعة الموسم عالمياً، ويؤكد أنّ هذه العلامة أصبحت من أبرز العلامات الترفيهية في العالم، كما أنّ هذه الإشارة تتطلّب النّظر إليها باستصحاب قدرة «الرؤية» في إحداث هذا التغيير المهول في بنية المجتمع السعودي، وقلب المعادلات إلى نقيضها، حيث لم تكن مفردات مثل السياحة، والترفيه، وجودة الحياة ممّا يرِد أو يطوف حلماً بقاموس حياتنا الاجتماعية إبّان سطوة «الصحوة» الكالحة، فإذا نحن اليوم قد تجاوزنا الحلم إلى الواقع، ومضينا أكثر من ذلك بأن صرنا رقماً عالمياً في معادلة الترفيه والسياحة وجودة الحياة، ولن تجد رؤية عالمية استطاعت تغيير مجتمع بهذا الشكل الدراماتيكي غير رؤية المملكة 2030.

لا شك عندي أنّ البرنامج الذي أعلن المستشار تفاصيله سيحدث نقلة نوعية كبيرة في موسم هذا العام، غير أنّ أكثر ما لفت نظري وأثار إعجابي حرص «الترفيه» في هذا الموسم على الوصول إلى جميع شرائح المجتمع من خلال تطوير المحتوى العائلي، بتوسيع دائرة الأنشطة والفعاليات المجانية، الأمر الذي من شأنه أن يحقق معادلة موزونة على المستوى الاقتصادي بمراعاة كافة شرائح المجتمع، ويعمّق من استراتيجية توطين السياحة الداخلية، ويجعلها خياراً مناسباً للأسر السعودية والمقيمين، بوصفها مستهدفاً مهماً في أجندة «الرؤية». مما يحمد لهيئة الترفيه، بجانب ما قامت به من تطوير لحديقة الحيوانات بالرياض، بحيث باتت تضم أكثر من 1,600 حيوان من 170 فصيلة موزعة على 6 مناطق داخلية، وتوفير تجارب تعليمية وتفاعلية للأطفال والعائلات، بجانب استقطاب الجاليات العربية والأجنبية إلى هذه الفعاليات من خلال احتضان حديقة السويدي لـ13 فعالية ثقافة مختلفة، مستضيفة دول اليمن والسودان وسورية وفلسطين ولبنان والأردن ومصر، وإثيوبيا، وإندونيسيا، والفلبين، وبنغلاديش، وباكستان، والهند، وذلك عبر 49 حفلاً غنائياً و84 عرضاً مسرحياً و100 كرنفال، فكل هذه البشارات ترفع الرهان في نجاح الموسم إلى أقصى الاحتمالات، وتضع المبدعين السعوديين أمام تحديات كبيرة بضرورة المواكب وإنتاج فعاليات وبرامج وأنشطة مثرية، وجاذبة وقادرة على التفاعل واجتذاب الجمهور، ولن يكون ذلك ممكناً إلا بحتمية التطور، والاستفادة من التجارب المطروحة، والعمل على رفع معدلات الإجادة إلى أقصى ما يمكن إنجازه، وإبراز المنجز الإبداعي السعودي بصورة تعبر عن مرامي «الرؤية» في إحداث التغيير المنشود في كافة المجالات. وتكفي الإشارة هنا إلى إلماحة المستشار تركي آل الشيخ إلى أن موسم هذا العام يمثل تجربة سعودية استثنائية، ويضع المملكة على الخارطة العالمية للترفيه، وأنه ليس مجرد احتفالية، بل منصة مستمرة للإبداع وتمكين الكفاءات الوطنية، وصناعة تجربة ترفيهية متكاملة تلهم العالم وتؤكد المكانة الدولية التي وصلت إليها المملكة في ميادين الفنون والترفيه، فهلا وعى مبدعونا هذه الإشارة وشدوا الهمة وقدحوا زناد إبداعهم لتقديم موسم سيخلد في صفحات التاريخ، ويبقى علامة مضيئة تعبّر عن إنسان المملكة بأجلى وأفضل وأروع ما يكون التعبير، فهيا معاً إلى موسم جديد ملؤه البهجة والجمال والروعة والإبداع.

أخبار ذات صلة

 


المصدر : وكالات

كورا نيو

أهلا بكم في موقع كورا نيو، يمكنكم التواصل معنا عبر الواتس اب اسفل الموقع

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى