أخبار العالم

الأدب الإثيوبي.. ثراء إبداعي أغفلته الترجمة العربية – أخبار السعودية – كورا نيو



يُعدُّ الأدب الإثيوبي من أثرى الآداب، وأنفسها، لارتباطه بالديانات القديمة، والحضارات المتعاقبة، والأساطير وعالم الماورائيات. ولغة الكتابة الإثيوبية ليست واحدة، فهنا نصوص أدب كلاسيكي باللغة الجعزية التي كانت لغة الأدب الإثيوبي إلى القرن التاسع عشر، ورومانسي باللغة الأمهرية، وأدب جديد باللغة الإنجليزية، إضافة إلى النصوص المكتوبة بلغات محلية ولهجات محكية.

ويضم الأدب الكلاسيكي (الجعزي): السرديات التاريخية، والشعر البطولي، وأعمال التأمل الفلسفي، فيما كُتبت الأعمال الرومانسية باللغة الأمهرية، وهي اللغة الرسمية لإثيوبيا، وعقب الحرب العالمية الثانية، اعتمد كتاب لغات حيّة من خارج الحيّز الجغرافي منها، الإنجليزية والفرنسية والإيطالية. ويرتبط الأدب الإثيوبي باللغة ارتباطاً وثيقاً، وكانت اللغة الجعزية فاعلاً ومؤثراً باعتبارها لغة الكنيسة الأرثوذكسية الإثيوبية، وتأثر الأدب الإثيوبي بالعديد من الثقافات والحضارات الأخرى، بما في ذلك الحضارة المصرية القديمة واليهودية، وتنوّع الأدب في لغاته وموضوعاته بحكم تنوّع القوميات العاشقة للحياة، والطامحة للتعارف والتعايش مع الشعوب بمحبة واحترام. ويؤكد الروائي السوداني، المقيم في باريس، عبدالعزيز بركة ساكن، أن أوّل مظهر للأدب الإثيوبي المكتوب باللغة الجعزية، كتبه القديس «يارد» قبل 1500 عام، لافتاً إلى أن النصوص الأولى، سُجّلت على الحجارة، وبعض المواد الثابتة الأخرى، وارتبطت الكتابة بنصوص دينية، إلا أنه عقب انتشار المسيحية بصورة واسعة، تحوّلت إلى كتابة على أسطح ناعمة مثل البردى وغيرها، موضحاً أنه اشتهر من الأدباء، القديس «سالاما» باعتباره شخصية أدبية ذات شأن، وعُرف بين مجايليه بالقديس التاسع.

ويرى أن الكتابة الأدبية تأثرت بالمواضيع الدينية، والتاريخية، والمعجزات وقصص الملوك، وعدّ أشهر كُتّاب تلك المرحلة، إلى جانب القديسين «يارد» و«سالاما»، «بييد ماريام، وناكاتو لياب، ويمرهاني كريتوس»، مشيراً إلى أنّ مسيرة الأدب الإثيوبي المكتوب باللغة الأمهرية، ولغة التغرية، والأرومو، واللغات الأخرى، مضى هادئاً وبعيداً عن صخب لغات العالم، مضيفاً أن بعض الأدباء الإثيوبيين ممن هاجروا إلى بلاد الغرب، كتبوا بلغات أوروبية مثل الإيطالية والإنجليزية والفرنسية.

وذهب إلى أنه في عام 1692م، نُشر أول ديوان شعر كتب بنحو اللغة الأمهرية، وتم نشره، للشاعر ابا جورجوريوس، لافتاً إلى أنه يمكن إطلاق اسم الشاعر الأول للأدب الإثيوبي، على الشاعر «بلاتا غبررا ايزيابهر جيلا» (1855-1906). وكشف ساكن عن ترخنة أول رواية إثيوبية حديثة، بعنوان «توبيا» للروائي «نقادراس افرورك غبرايسوس» (1860-1935).

وأضاف ساكن: هناك مئات الكُتّاب والكاتبات في إثيوبيا، ممن لا يتسع المقام هنا لذكرهم جميعاً، وربما لا يمكن تتبع الأدب الإثيوبي بالدقة المطلوبة. وعزا عدم شهرة الأدب الإثيوبي، إلى أن كبار الكُتّاب كتبوا بلاغاتهم المحلية، ولم تكن هناك حركة ترجمة فاعلة لتجسير الهوة وتقديم الأدب الإثيوبي للعالم العربي بصورة فاعلة، إضافة إلى أن الكتب النقدية والبحثية التي تناولته محدودة جداً.

وأوضح ساكن أنه بدأ منذ خمسة أعوام في كتابة أنطولوجية للأدب المكتوب باللغة الأمهرية في إثيوبيا، وعقب أربعة أعوام من العمل المتواصل، وبمعاونة أساتذة في جامعة «دبرو ماركس»، تم إنجاز أول مختارات للسرد الإثيوبي، وهو الآن الكتاب الوحيد في هذا المجال، مشيراً إلى أنه تم نشره باللغة الإنجليزية، وإلى الآن لم يترجم إلى اللغة العربية، وتطلّع إلى أن تسهم مراكز الترجمة العربية في ترجمته، ليتلاشى الفراغ العريض الذي يسبح فيه الجهل بأدب إثيوبيا الذي عدّه في مصاف الآداب العالمية الأخرى، وله ميزات أسلوبية ربما تغني الأدب العربي وغيره.

وأكد أن من أبرز الأسماء المعاصرة «فكرماركوي دستا» صاحب كتاب «خلف بوسيا»، ومنهم «يسماكي ورقو» و«سيرق دانيال» و«يلما هابتيس» و«ليمن سيساي».

زيارة «عكاظ» لوكالة الأنباء الإثيوبية ومتحف عدوة

زارت «عكاظ» الرئيس التنفيذي لوكالة الأنباء الإثيوبية «فوكادو كتما»؛ الذي منحنا فرصة الاطلاع على أرشيف صحيفة «العَلم» التي تصدر باللغة العربية، واطلعنا رفقة الصحفي محمد إسماعيل، على بعض الأخبار عن العلاقات السعودية الإثيوبية، وقمنا بزيارة متحف عدوة التذكاري، الذي يحظى بأهمية قومية لتذكير الإثيوبيين بما واجهه الأجداد من تحدٍ في مجابهة الاستعمار وتحقيق السيادة الوطنية. ويعد المتحف تكريماً لذكرى الجنود والقادة الإثيوبيين، ويحتوي على مجموعة من القطع الأثرية والصور الفوتوغرافية، والمجسدات الفنية تلخص الأحداث التاريخية لمعركة عدوة، إلى جانب توثيق التاريخ الإثيوبي.

أخبار ذات صلة

 




المصدر : وكالات

كورا نيو

أهلا بكم في موقع كورا نيو، يمكنكم التواصل معنا عبر الواتس اب اسفل الموقع

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى