«التجارة أولا».. إستراتيجية ترمب تغير قواعد اللعبة في العراق – أخبار السعودية – كورا نيو

الأولوية لـ«التجارة».. بهذه العبارة حددت وزارة الخارجية الأمريكية ملامح إستراتيجية إدارة الرئيس دونالد ترمب تجاه العراق، مؤكدة أن الولايات المتحدة تمنح الأولوية للتجارة على الصراع في سياستها تجاه العراق.
نزع سلاح الفصائل
هذه الأولوية تتطلب من العراق نزع أسلحة الفصائل العراقية، وهو الأمر الذي يشدد عليه ويسعى لتطبيقه رئيس الوزراء محمد شياع السوداني، لكن ما حملته الزيارة السرية لقائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني إسماعيل قاآني الأسبوع الماضي يتعارض مع توجهات الحكومة العراقية والإدارة الأمريكية على السواء.
ما تسرب من معلومات لـ«عكاظ» من سلسلة الاجتماعات التي عقدها قاآني مع قادة الفصائل العراقية المسلحة يتعارض مع التوجهات العراقية والأمريكية، إذ تحدث قادة الفصائل صراحة عن التزامهم بعدم استخدام السلاح إلا للدفاع عن العراق لكنهم لن يتنازلوا عنه رغم دعوات واشنطن وبغداد لذلك.
الانخراط في الحياة السياسية
ووفقا لمصادر «عكاظ» التي شاركت في اللقاءات، فإن قائد فيلق القدس، أكد أن من حق الفصائل العراقية الاحتفاظ بسلاحها ما دامت لا تستهدف به أي أحد، لافتا إلى أنه منذ انسحاب القوات الأمريكية في العراق لم يتم استخدام هذا السلاح، لكنه في الوقت ذاته دعا هذه الفصائل إلى الانخراط التام في الحياة السياسية العامة في البلاد.
وأفادت المصادر بأن تفاصيل كثيرة بحثت في لقاء قاآني مع قادة الفصائل العراقية المسلحة وأبرز ما تم الإشارة إليه هو ما تحدث عنه المسؤول الإيراني بأن بلاده غير معنية بالصدام مع الولايات المتحدة، وأن طهران لا تعارض الانفتاح التجاري والاقتصادي بين الولايات المتحدة والعراق.
وعلى صعيد ما تمخضت عنه اجتماعات المسؤول الإيراني مع قادة الفصائل العراقية، فإنه جرى التوصل إلى تفاهم في ما بينهم لعقد اجتماعات مع الحكومة العراقية لبحث بدائل سحب السلاح والتوصل لتفاهم يرضي كل الأطراف على أن تقدم ضمانات من جانب هذه الفصائل بعدم استخدام سلاحها إلا دفاعا عن العراق.
تعويل عراقي على الشركات الأمريكية
ونقلت المصادر عن قاآني قوله: إن طهران لن تقف في وجه العلاقات الاقتصادية العراقية- الأمريكية، وهذا الموقف يتطابق مع موقف الحكومة العراقية التي رحبت بتوجهات الرئيس الأمريكي دونالد ترمب الذي يدعم الاهتمام المتزايد للشركات الأمريكية بالسوق العراقية.
ويعول العراق على الشركات الأمريكية الطامحة للاستثمار في الأسواق العراقية لأنها ستجلب تكنولوجيا متطورة، وإيرادات متزايدة، وخدمة عملاء محسنة للعراق نظرا لانشغال العراق الرسمي على تحسين الأمن الداخلي والشفافية لبناء دولة ذات سيادة مستقرة.
يبدو أن لعبة الصراع قد تغيرت، فقبل عام كانت أصوات الانفجارات التي تستهدف القواعد الأمريكية في العراق حدثا شبه يومي تخلف وراءها خسائر وبيانات تهديد وتضع البلاد على حافة مواجهة إقليمية مفتوحة، لكن تلك الهجمات لم تكن مجرد عمليات عسكرية بل كانت أدوات ضغط تستخدم في لعبة النفوذ بين واشنطن وطهران وتلقي بظلالها على كل جولة مفاوضات بينهما حتى داخل غرف المحادثات النووية.
واليوم تغير المشهد جذريا، فقد توقفت الهجمات وخف صوت التهديدات، فيما تحولت الفصائل التي طالما كانت رأس حربة التصعيد إلى طرف يحسب خطواته بعناية تحت ضغط الحسابات السياسية والمصالح الاقتصادية.
أخبار ذات صلة
المصدر : وكالات



