أخبار العالم

الحماقة أعيت من يداويها! – أخبار السعودية – كورا نيو



منذ العام 1948 وحتى كتابة هذه السطور ترتكب إسرائيل كل يوم سلسلة من الحماقات التي تبدو لا نهاية لها، سواء كان ذلك من خلال طريقة تعاملها مع الفلسطينيين في الداخل أو خلال تعاملها مع دول الجوار، ولعل قيامها مؤخراً بالاعتداء السافر على دولة قطر يعكس جزءاً من منهجيتها في عدم احترام العهود والمواثيق الدولية، ومنذ أحداث السابع من أكتوبر لم تتوقف آلة القتل الإسرائيلية عن قتل عشرات الآلاف من الأبرياء من الفلسطينيين في قطاع غزة والضفة الغربية، في استفزاز متعمد لمشاعر المجتمع الدولي الذي ضاق ذرعاً بالحماقات التي ترتكبها إسرائيل بحق شعب أعزل.

عقب التعدي على سيادة دولة قطر صرح رئيس وزراء إسرائيل نتنياهو أن دولته لها الحق في تتبع من نعتهم بالإرهابيين في أي مكان، على غرار ما فعلته الولايات المتحدة خلال تعقبها لقادة القاعدة، وفي واقع الأمر تبدو هذه المقارنة ظالمة وغير منطقية من الأساس، لكن هذا هو واقع قادة إسرائيل الذين دأبوا على عكس الحقائق وتغيير الوقائع وتزييف التاريخ، فالمقاومة الفلسطينية هي صاحبة الأرض، والمقاومة سببها شعورها بالغبن بسبب سياسة إسرائيل الجائرة والظالمة تجاه أبناء الشعب الفلسطيني.

وفي واقع الأمر إسرائيل هي الجاني فكيف تعتبر نفسها ضحية؟ إسرائيل هي التي اغتصبت أراضي الفلسطينيين في قطاع غزة والضفة الغربية وقتلت عشرات الألوف منهم ودمّرت البنية التحتية للقطاع وتسبّبت في إعاقة وجرح مئات الآلاف، وأخيراً تسبّبت في دخول القطاع في حالة مجاعة بشكل رسمي؛ حيث يتساقط يومياً الأطفال جوعى على مرأى ومسمع من العالم أجمع، دون أن يتمكّن أحد من التدخل لإنقاذهم بسبب رفض وتعنّت الحكومة الإسرائيلية الدموية، وبعد كل هذا تبرر إسرائيل أفعالها الجبانة بأن هدفها القضاء على الإرهاب ومحاولة اجتثاث جذوره من منابعها!.

خلال سلسلة المفاوضات مع حماس بعد أحداث السابع من أكتوبر ادعت إسرائيل دوماً أن مفاوضي حماس يضعون العراقيل أمام صفقة تنهي الحرب وتعيد الأسرى الإسرائيليين، ولعل تعدّيها السافر على مقر وفد المفاوضات في قطر لأبلغ دليل على أنها لا تريد أية حلول سلمية، بل لعلها ترغب في وأد المفاوضات من الأساس، والسبب في ذلك أنها لا تريد إنهاء الحرب قبل أن تفتك بالمزيد والمزيد من أبناء الشعب الفلسطيني في الضفة وقطاع غزة، فما تقوم به إسرائيل هو حملة إبادة جماعية حيث قتلت أضعاف أضعاف من قتلوا في أحداث السابع من أكتوبر، بل إنها أبادت أجزاءً كبيرة من القطاع تمهيداً لاستيطانه، غير أنها تتناسى أو تتعمد أن تتجاهل أن الحق لا يمكن أن يموت.

ما اقترفته يد إسرائيل فاق أضعاف خسائرها عشرات المرات، فقد تجاوزت كافة الخطوط الحمراء، ولعل تصرفاتها بالغة الحماقة هي من تسبّبت في حدوث رد فعل معاكس لما هدفت لتحقيقه، فقد تعاطف معظم سكان العالم ودوله وحكوماته مع الفلسطينيين، وهو التعاطف الذي يزداد يوماً بعد يوم مع استمرار العنف الإسرائيلي، فعقب المظاهرات الحاشدة التي جابت معظم دول العالم تنديداً بما تقوم به الحكومة والجيش الإسرائيلي، تعاطفاً مع الضحايا الفلسطينيين الذين يتساقطون يوماً بعد يوم بمعدل غير مسبوق، أعلنت العديد من حكومات الدول الكبرى -وآخرها الصين- عن عزمها الاعتراف بالدولة الفلسطينية، وهو الأمر الذي يمثل أشد كوابيس إسرائيل، التي أعلنت بغاية الشراسة عن رفضها لتلك الخطوة.

تعتقد إسرائيل أن القضاء على القادة الفلسطينيين ورموز المقاومة سيقضي على أي أمل في تأسيس دولة فلسطينية، غير أن السؤال الذي يطرح نفسه هو: هل ماتت القضية الفلسطينية بموت قادتها الذين تغتالهم على نحو ممنهج من عام 1948؟ هل انتهت وتم تصفيتها بأي شكل من الأشكال؟ الحقيقة التي تتعمد إسرائيل تجاهلها هي أن القضية الفلسطينية ليست قضية قادة فحسب بل هي قضية أمّة بأكملها، وهي تصر على اتباع نهجها الأحمق في فهم أصول القضية الفلسطينية، فإصرارها على التعامل مع الفلسطينيين بلا عدالة وبعجرفة هو سبب العداوة مع الشعب الفلسطيني بأكمله وليس مع رموز المقاومة الفلسطينية فحسب، وإسرائيل تعتقد أنه يمكنها تصفية القضية الفلسطينية بقتل القادة الفلسطينيين ومحو كل ما هو فلسطيني من الوجود، ولعلها وجدت بغيتها في أحداث السابع من أكتوبر التي اتخذتها ذريعة لإبادة الفلسطينيين جماعياً.

أكبر دليل على ذلك هو أن الضفة الغربية لم يكن لها علاقة بأحداث السابع من أكتوبر، ومع ذلك فقد شنّت إسرائيل حرباً شعواء على السلطة الفلسطينية والشعب الفلسطيني برمته في الضفة الغربية بلا مبرر أو حتى سبب واضح، فإسرائيل تعتبر كل فلسطيني يمشي على الأرض عدواً لها، وما ترتكبه إسرائيل من فظائع ومجازر قد أوضح للعالم أجمع إستراتيجيتها العدوانية، والقضية الفلسطينية ستظل مستمرة حتى تعود الأرض لأصحابها.

أخبار ذات صلة

 


المصدر : وكالات

كورا نيو

أهلا بكم في موقع كورا نيو، يمكنكم التواصل معنا عبر الواتس اب اسفل الموقع

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى