الحيلة البسيطة التي أنقذت فيراري من عملية احتيال متطورة بالذكاء الاصطناعي – كورا نيو

تمكنت شركة فيراري الإيطالية للسيارات الفاخرة من إحباط محاولة احتيال متطورة استهدفت أحد مديريها التنفيذيين البارزين باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي لانتحال شخصية الرئيس التنفيذي بينيديتو فينيا.
وكشفت مصادر مطلعة تفاصيل الواقعة التي شهدتها الشركة في يوليو 2024، عندما بدأ أحد المسؤولين التنفيذيين يتلقى رسائل عبر تطبيق واتساب من حساب يحمل صورة فينيا، تتحدث عن صفقة استحواذ سرية تتطلب إجراءات مالية عاجلة.
بدأت المحاولة برسائل مشبوهة تزعم أنها من الرئيس التنفيذي، تطلب الاستعداد للتوقيع على اتفاقية سرية، متبوعة بمكالمة هاتفية من متحدث تمكّن من تقليد صوت ولهجة فينيا الإيطالية الجنوبية بدقة مذهلة باستخدام برمجيات التزييف العميق.
“كان التقليد مقنعاً للغاية، لكن بعض النبرات الصوتية الدقيقة أثارت الشكوك في نفس المدير التنفيذي المستهدف”، كما أكّد مصدر مطلع على التحقيق الداخلي الذي فتحته الشركة.
ما عنوان الكتاب الذي أوصتني به مؤخراً؟
ما لفت الانتباه أن خدعة الذكاء الاصطناعي المتطورة انكشفت ببساطة عندما طرح المدير التنفيذي سؤالاً شخصياً: “ما عنوان الكتاب الذي أوصتني به مؤخراً؟” – وهو سؤال لم يستطع المحتال الإجابة عليه، مما أدى إلى قطع الاتصال على الفور.
ويعد هذا الحادث جزءاً من موجة متصاعدة من الهجمات التي تستهدف الشركات الكبرى باستخدام تقنيات التزييف العميق، حيث سبق أن استهدف محتالون الرئيس التنفيذي لمجموعة “دبليو بي بي” للإعلان في مايو الماضي، فيما تعرضت شركة متعددة الجنسيات في هونغ كونغ لخسارة قدرها 26 مليون دولار بعد وقوعها ضحية لعملية احتيال مماثلة.
يحذر خبراء الأمن السيبراني من أن هذه الهجمات تشكّل الموجة التالية من التهديدات التي ستواجه الشركات العالمية، حيث تتطور تقنيات استنساخ الأصوات والصور بشكل متسارع، وهو ما يجعل التحقق من الهوية باستخدام المعرفة الشخصية أحد أهم وسائل الحماية في هذا السياق.
“المشكلة أن هذه التقنيات تصبح أكثر دقة يوماً بعد يوم”، يقول ستيفانو زانيرو، أستاذ الأمن السيبراني في جامعة بوليتكنيكو دي ميلانو، مضيفاً أن “الشركات بحاجة إلى بروتوكولات أمنية أكثر تعقيداً للتعامل مع هذا النوع من المخاطر”.
لم تعلّق فيراري رسمياً على الحادثة، لكن مصادر مقربة من الشركة أكدت أنها بدأت بتطبيق إجراءات أمنية إضافية لحماية مسؤوليها التنفيذيين من محاولات مماثلة، تتضمن آليات تحقق متعددة المستويات للاتصالات الداخلية المهمة.
المصدر : وكالات