أخبار العالم

الخطابات الملكية تجمع بين توجه الدولة وإيضاح سياستها – أخبار السعودية – كورا نيو



مع تأسيس مجلس الشورى عام 1346هـ/1927، ألقى الملك عبدالعزيز – طيب الله ثراه – أول خطاب ملكي في مكة المكرمة، ليؤسس تقليدا سياسيا سنويا يجمع بين توجه الدولة وإيضاح سياستها أمام ممثلي الأمة. كان محور الخطاب آنذاك تثبيت الحكم على أساس الشريعة الإسلامية، وترسيخ الأمن بعد سنوات الاضطراب، وتنظيم شؤون المال والإدارة. خطابات المؤسس كانت وثائق تأسيسية، تُطمئن الداخل وتعلن للعالم أن الدولة السعودية جاءت لتبقى.

الملك سعود والملك فيصل

في عهد الملك سعود بن عبدالعزيز – رحمه الله -، تحولت الخطابات الملكية إلى رسائل بناء الدولة الحديثة، من التعليم إلى الصحة إلى البنية التحتية. ثم جاء الملك فيصل – رحمه الله – ليجعل من خطاباته منصة للتأكيد على دور المملكة العربي والإسلامي، خصوصا في نصرة فلسطين والدفاع عن القضايا العربية في المحافل الدولية. في عهده اتسعت أبعاد الخطاب ليشمل السياسة الخارجية بقدر السياسة الداخلية.

الملك خالد والملك فهد

شهدت خطابات الملك خالد – رحمه الله – ربط الطفرة النفطية بخطط التنمية، والتأكيد على وحدة الصف الخليجي والعربي. أما الملك فهد – رحمه الله – فقد عُرف بخطاباته الشاملة التي ربطت الاقتصاد بالتنمية البشرية، وأعلن في أحدها «النظام الأساسي للحكم» كوثيقة مرجعية. كما رسّخ حضور المملكة في منظمة التعاون الإسلامي ومجلس التعاون الخليجي، ليصبح الخطاب الملكي انعكاسا لتحولات الداخل وموقع المملكة في الخارج.

الملك عبدالله

في عهد الملك عبدالله – رحمه الله – عكست الخطابات الملكية توجها إصلاحيا واضحا، من تعزيز التعليم إلى إطلاق برامج الابتعاث، مرورا بالتوسع في الخدمات الاجتماعية. كانت لغة الخطاب قريبة من المواطن، تركز على تحسين مستوى المعيشة، وتؤكد مكانة المملكة كحاضنة للحرمين الشريفين وراعية للقضايا الإسلامية.

الملك سلمان

مع تولي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز – حفظه الله – تجددت وظيفة الخطاب الملكي كخارطة طريق لمؤسسات الدولة. جاءت الخطابات لتعلن رؤية المملكة 2030، وتؤكد على تنويع الاقتصاد، وتمكين الشباب والمرأة، وتحسين جودة الحياة. وظلت فلسطين والقضايا العربية والإسلامية ثابتا مركزيا في كل خطاب، ما يعكس امتداد الموقف السعودي منذ التأسيس.

ولي العهد.. لغة المؤشرات

في الخطابات التي ألقاها ولي العهد نيابة عن الملك، برز الطابع التنفيذي للرؤية ورسائل محورية تضمنت خفض البطالة إلى أدنى مستوياتها، ارتفاع مشاركة المرأة في سوق العمل، تقليص نسبة محدودي الدخل، تقييم الأثر الاقتصادي والاجتماعي للإنفاق العام. كما جاء موقفه واضحا من السكن، إذ وصف ارتفاع أسعار العقار السكني بأنه غير مقبول، مؤكدا على سياسات لإعادة التوازن. وعلى المستوى الخارجي، تواصلت ثوابت المملكة بدعم فلسطين والدفاع عن قضايا العرب والمسلمين. هذه الخطابات حملت لغة الأرقام، وربطت بين السياسات والنتائج، لتصبح أداة متابعة دورية لأداء الأجهزة الحكومية.

مرآة لتطور الدولة

منذ أول خطاب للملك عبدالعزيز في مكة قبل نحو قرن، وحتى كلمات ولي العهد في مجلس الشورى اليوم، ظلت الخطابات الملكية مرآة لتطور الدولة السعودية. في البداية كانت لإرساء الشرعية وتثبيت الأمن، ثم تحولت إلى منصات للتنمية، وبعدها إلى وثائق إصلاح وتخطيط اقتصادي، وصولا إلى كونها اليوم خارطة طريق تنفيذية تُقاس بالمؤشرات. وما بين البداية والحاضر، يظل خيط واحد يربطها جميعا: التمسك بالشريعة، خدمة الحرمين، ونصرة قضايا العرب والمسلمين.

أخبار ذات صلة

 


المصدر : وكالات

كورا نيو

أهلا بكم في موقع كورا نيو، يمكنكم التواصل معنا عبر الواتس اب اسفل الموقع

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى