أخبار العالم

الدراما لها مخاتلة عودة الزمن ! – أخبار السعودية – كورا نيو


تابع قناة عكاظ على الواتساب

كل منا يجد نفسه محاطاً بأقاويل معادة، ولا يمكن للمرء (منفرداً) طمس أو محو ما يقال أو يتردد كحقيقة مطلقة، ومن تلك الأقاويل (التاريخ يعيد نفسه) حينما تتطابق الأحداث وتقترب من إعادة حدث ماضوي بعينه، وهي مقولة تتناسخ وفق نوعية تلك العودة، وحين نرددها نحن -كأفراد- فهذا يعني تطابق الحدث في عودته مع أمانينا لما كنا عليه من أنس في زمن الحدث نفسه.. وسبق أن كتبت بأن الزمن لا يعاد بتاتاً. ومن غير هذه المقدمة الباحثة عن فلسفة مقولة (التاريخ يعيد نفسه) ثمة أحداث ترفع ستارة الماضي وتمكنك من مشاهدة ما تحب، مثلها مثل الذكريات التي تمكنك من استعادة الماضي ليس بحذافيره وإنما الاقتراب مما كانت عليه اللحظة.

ونحن لا نستوعب أن الاستعادة هو حكم شخصي، فالأحداث التي مرت بك يمكن استعارة مقولة (التاريخ يعيد نفسه)، ويسقط هذا الادعاء عندما تطبق المقولة على حدث لم تعشه، أو قرأته، أو سمعت به، إذ إن المقروء أو المسموع قد يحمل في طياته أحداثاً تم حذفها أو تغييرها أو أُضيفت عليها زوائد أخرى.. ويصبح ترديدك أن التاريخ يعيد نفسه حكماً متسرعاً،

يضلل من يواجه الحدث الآني بأن تاريخ أمته قد مر بنفس الحدث، وهذا قول مثبط، وقد يكون استسلاماً لحالات السقوط المتتابع.. فكل حدث وليد ظروف قد تتشابه مع الماضي إلا أن ظرف الآن ليس هو الظرف الماضوي، وفي هذه الحالة يمكن القول إن المسببات لا تزال تتكرر بينما الحدث ليس هو، وإنما تراكمية الأحداث هي التي تجعلنا نتصور أن التاريخ يعيد نفسه.

وفي اعتقادي أن الزمن لا يعيد نفسه مطلقاً، لا يعيد نفسه كما حدث سابقاً، فكل لحظة زمنية هي بصمة جديدة لم يسبق أن تطابقت حرفياً بما سبقها أو لحق بها.. وعلينا التمحيص في ما نقرأ أو نشاهد عن فترات زمنية سابقة..

وحين ترغب السينما أو الدراما استرجاع الأحداث الماضوية، فهناك مؤثرات قوية تبعد الحدث الأم، واستبداله بأحداث مختلقة أو محسنة أو مشوهة، كما أن وسيلة الدراما وسيلة ترفيهية لا تُعنى بالتصويب أو المراجعة، فهي معنية بخلق عوالم بصرية جاذبة بغض النظر عن صحة ما يتم عرضه… كما أن الكتابة التاريخية سجن لا تمكن الكاتب من حرية الانطلاق، فالمخيلة الإبداعية تتعطل إن أراد السير على أحداث المكتوب عن الحدث تاريخياً.. ولذلك يستحسن ذكر أن المقدم للجمهور ليس بواقعية التاريخ ذاته وإنما تم دمج التاريخ بالمتخيل.. والجميل أن تقدم السينما أحداثاً تاريخية بها جمال المتخيل، والأجمل أن يستوعب المشاهد أنه في رحلة متعة بصرية وليس في درس تاريخي يحفظه كما شاهده..


المصدر : وكالات

كورا نيو

أهلا بكم في موقع كورا نيو، يمكنكم التواصل معنا عبر الواتس اب اسفل الموقع

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى