أخبار العالم

الرياض تقرأ – أخبار السعودية – كورا نيو



يشير الباحث والمؤرخ السعودي محمد القشعمي إلى أن أول معرض للكتاب أقيم في مدينة الرياض يعود إلى العام 1969، كمعرض محلي محدود أقيم في شارع الوزير، وذلك في دار الكتب الوطنية التابعة لوزارة المعارف.

فيما أول معرض فعلي للكتاب كان عام 1977، وتلاه أول معرض دولي للكتاب في العام الذي يليه، وذلك في جامعة الملك سعود، واستمر معرض الرياض الدولي بشكل سنوي، وصولاً لنسخة هذا العام التي أغلقت أبوابها يوم السبت الماضي.

وخلال زيارة معرض هذا العام، الذي تنظمه وزارة الثقافة ممثلة في هيئة الأدب والنشر والترجمة، لاحظت إقبالاً كبيراً من شرائح متنوعة من القراء، من المواطنين والمقيمين ومن فئات عمرية مختلفة، وقد تجاوز عدد زوّار هذه النسخة المليون زائر، بشكل يفوق نسخة العام الماضي أيضاً.

والأرقام لم تكن لافتة على مستوى الزيارات فقط، بل أيضاً على مستوى المبيعات، وهذا متواتر من منظمي المعرض لكن أيضاً من دور محلية وعربية وعالمية، ومن اللافت لي على مستوى شخصي أني زرت المعرض يوم الجمعة الماضي، حيث حظيت الرياض بفعالية كبرى وهي افتتاح موسم الرياض، لكن شهدت الفعاليتان حضوراً كثيفاً دون أن تؤثر إحداهما على الأخرى.

قد يغلق الكتاب، لكن المعرفة أبوابها مفتوحة دوماً، كانت هذه إحدى العبارات التي ختمت بها هيئة الأدب المعرض، وإن كانت الإشارة هنا إلى انتهاء المعرض فإن الإشارة الأعمق هي أن معرض الكتاب تجاوز جدلية الورق مقابل الرقمنة، التي ما فتئ الصحفيون يناقشونها خلال السنوات الماضية، إلى الهدف الحقيقي وهو المعرفة سواء قرأت الكتاب في جهاز لوحي أو كتاب ورقي، أو حتى استمعت له صوتياً.

هذا التجاوز كان لافتاً في البرنامج الثقافي المنوع الذي لم يُعْمِ عينيه عن مواضيع الساعة، من الرقمنة وصولاً إلى الذكاء الاصطناعي، وكان شاملاً في أجندته بين السياسة والإعلام والفن، ليكون معرض الكتاب منصة ثقافية لإثراء الحوار.

بعد مرور خمسة عقود على معرض الكتاب تأتي أرقام المعرض هذا العام لتحمل دلالات كبيرة في هذه المرحلة تحديداً، حيث يزداد النقاش حول الذكاء الاصطناعي وتأثير الأجهزة اللوحية على تركيز الكبار والصغار على حدٍّ سواء، فالرياض ما زالت تقرأ وأرقام القراءة تصاعدية من عام للآخر، وهذا ما يدخل شعوراً كبيراً بالسعادة.

فلا خوف على أمة تقرأ، فهذا ما يكفل لها ديمومة التطوّر الذهني والفكري، وكما قال

عباس محمود العقاد: «أحب الكتاب، لا لأنني زاهد في الحياة، ولكن لأن حياة واحدة لا تكفيني».

أخبار ذات صلة

 


المصدر : وكالات

كورا نيو

أهلا بكم في موقع كورا نيو، يمكنكم التواصل معنا عبر الواتس اب اسفل الموقع

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى