السعودية – أمريكا.. شراكة ترسم ملامح المستقبل الاقتصادي العالمي – أخبار السعودية – كورا نيو

في قلب العاصمة السعودية، وفي توقيت يرسم ملامح المستقبل الاقتصادي العالمي، انطلقت أعمال منتدى الاستثمار السعودي- الأمريكي 2025، تحت عنوان «أفق مشترك»، ليكون مشهداً حياً لتبادل الثقة، وبناء التحالفات، وابتكار آفاق جديدة لشراكة تتجاوز الأطر التقليدية.
ومنذ اللحظات الأولى، عكست الأرقام حجم الحضور ونوعية التأثير: أكثر من 2000 مفوّض، و125 متحدّثاً، و12 جهة عارضة، اجتمعوا في 15 جلسة حوارية، إضافة إلى 3 طاولات مستديرة مغلقة، جمعت بين كبار المستثمرين وصناع السياسات، لكن خلف هذه الأرقام، كانت هناك رسائل أعمق، عن نموذج شراكة حديث لا يكتفي بالمصالح، بل يؤمن بالإبداع كقيمة اقتصادية.
7 قطاعات رئيسية شكّلت الهيكل الاستثماري للمنتدى: الطاقة والاستدامة، الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا، الخدمات المالية، الصناعة والتصنيع، الرعاية الصحية وعلوم الحياة، الفضاء والدفاع، ورأس المال الجريء والابتكار. لم تكن هذه القطاعات مطروحة كمجالات استثمار فقط، بل كعوالم جديدة تستعد الرياض وواشنطن لدخولها معاً، بوعي مشترك ومصالح مستقبلية متوازنة.
ولم تكن الجلسات الحوارية محصورة في الأطر النظرية، بل كانت ساحة لتقاطع الرؤى حول الاقتصاد الرقمي، التحوّل المناخي، المدن الذكية، والأمن التكنولوجي، فيما كان الابتكار حاضراً كمحور عابر لكل القطاعات، ومحرّك مشترك لكل الطموحات.
الرسالة كانت واضحة، فالشراكة بين السعودية وأمريكا تُبنى اليوم على أسس الابتكار والسيادة التقنية والاستدامة الذكية، ولم تكن الرياض مجرد مضيفة للحدث، بل كانت مركزاً لإعادة هندسة العلاقة بين قوتين اقتصاديتين تتقاطع مصالحهما في عمق المستقبل.
من جهته، أوضح أستاذ المالية والحوكمة الدكتور وليد الغصاب أن التحول الرئيسي يتمثل في الانتقال من اقتصاد التدفقات المبني على بيع الموارد وتبادل الخدمات، إلى اقتصاد التمركز والتحكم المشترك في أدوات الإنتاج والمعرفة.
وأضاف: «السعودية تعمل الآن على بناء ما يسميه الاقتصاديون مصفوفة القوة المالية المتبادلة مع الولايات المتحدة، لا مجرد فائض تجاري، وهذه الشراكة إن استمرت بهذا النسق، ستنتج نموذجاً مختلطاً من التمكين المحلي والسيطرة الذكية على التدفقات العالمية».
أخبار ذات صلة
المصدر : وكالات