السعودية تقفز 27 مرتبة عالمياً وتسجل أعلى نسبة نمو في منظومة الشركات الناشئة – أخبار السعودية – كورا نيو

تواصل السعودية تأكيد حضورها كلاعب رئيسي في مشهد التقنية العالمي، مدفوعةً برؤية طموحة، ورغبة لا تعرف حدوداً في اعتلاء منصات الابتكار والتقدم التقني.
وأكد خبيران في الذكاء الاصطناعي والتقنية لـ«عكاظ»، أن اختيار السعودية «دولة العام» في تقرير StartupBlink لمؤشر منظومات الشركات الناشئة لعام 2025م، لم يكن وليد المصادفة، بل حصيلة إستراتيجية وطنية متكاملة تجمع بين الاستثمار في البنية الرقمية والتمكين البشري والشراكات العالمية.
وقال خبير الذكاء الاصطناعي وعلم البيانات الدكتور عبدالله المسمار: إن المملكة أثبتت عاماً بعد عام أنها لاعب أساسي في رسم ملامح الاقتصاد الرقمي العالمي، حيث حققت تقدماً لافتاً بلغ 27 مرتبة في المؤشر، لتصعد إلى المركز 38 من أصل 100 دولة. وأضاف: إن نسبة النمو التي سجلتها السعودية بلغت 236.8%، وهي الأعلى عالمياً، ما يعكس نجاح إستراتيجيتها التي تركز على الذكاء الاصطناعي وإنترنت الأشياء.
وأشار المسمار إلى أن العاصمة الرياض قادت التحول الكبير، مسجلةً قفزة هائلة بنسبة 134.1% خلال عام واحد، واحتلت مراكز متقدمة في قطاعات حيوية مثل النقل الذكي، والتعليم الرقمي، والتسويق. كما سلط الضوء على مشروع Humain الوطني؛ الذي أطلقته المملكة بالتعاون مع شركات رائدة بهدف بناء مراكز بيانات متطورة، وتطوير نموذج لغوي عربي متعدد الوسائط، وصقل مهارات وطنية قادرة على قيادة الذكاء الاصطناعي في المستقبل.
من جانبه، أكد الخبير التقني عبدالمحسن الجعيثن، أن ما حققته السعودية يعكس تحولاً تاريخياً، ليس فقط في تصنيفات المؤشرات العالمية، بل في بناء اقتصاد رقمي قوي ومستدام، مشيراً إلى صعود المملكة 64 مرتبة؛ لتصبح الرياض في المرتبة 72 عالمياً بين أفضل 100 مدينة. وأضاف أن الرياض احتلت مراكز متقدمة في النقل، وتكنولوجيا الأغذية، والتعليم الرقمي، ما يبرز تكامل التطور التقني مع الحياة اليومية.
أخبار ذات صلة
ولفت الجعيثن، إلى الطفرة النوعية التي تشهدها مدن أخرى مثل جدة والدمام والمدينة المنورة ومكة المكرمة والجبيل والهفوف، التي سجلت جميعها دخولاً قوياً إلى التصنيف العالمي. وأشاد بدعم الحكومة غير المسبوق للذكاء الاصطناعي، بما في ذلك استثمار 1.5 مليار دولار في شركة الشرائح الذكية Groq، وإطلاق مشروع Transcendence الوطني، ما يعزز موقع المملكة كلاعب أساسي في اقتصاد المعرفة.
كما نوه إلى دور البرنامج الوطني لتنمية تقنية المعلومات، ومبادرات Relocate وEmpowering Accelerators، والشراكات مع شركات عالمية مثل Gener8tor، التي تسهم في نقل الخبرات وتوطين التقنية، فضلاً عن برامج وزارة الاتصالات وتقنية المعلومات لدعم ريادة الأعمال الرقمية.
وأشار الجعيثن إلى الدور البارز للمرأة السعودية في هذه النهضة التقنية، مستشهداً بمبادرات مثل Blossom Accelerator، التي تبرز التزام المملكة بالابتكار الشامل والتمكين المجتمعي، لتصبح السعودية نموذجاً يحتذى به عالمياً في بناء اقتصاد رقمي متين.
وأكد الخبيران أن ما تشهده المملكة اليوم ليس نهاية الطريق، بل بداية لعصر سعودي جديد يُرسم من الرياض ليشمل العالم، حيث تتكامل طموحات الرؤية مع إرادة التغيير، لتكتب السعودية قصة نجاح عالمية في مجال الذكاء الاصطناعي والاقتصاد الرقمي.
المصدر : وكالات