أخبار العالم

السعودية والدولة الفلسطينية.. الحقيقة الثابتة – أخبار السعودية – كورا نيو



كان ملفتاً في العام 2024 اختيار هوية اليوم الوطني الـ94 للمملكة العربية السعودية، الذي يوافق 23 سبتمبر من كل عام، تحت شعار «نحلم ونحقق»، فهذا البلد لم تعد فيه الأحلام مستحيلة أو الأهداف غير قابلة للتحقيق، ليس على المستوى الداخلي فحسب، بل حتى على مستوى الأحلام التي راودت الشعوب العربية، أخذت قيادة المملكة على عاتقها السعي لوضع المقاربات الدبلوماسية التي يمكن من خلالها تحقيق آمال وتطلعات الأشقاء، فكان الدعم إلى اللبنانيين لاستعادة دولتهم ووضعها على الطريق الصحيح، كذلك فإن حلم السوريين بالانتقال لمرحلة جديدة وتثبيت دعائمها، كانت السعودية أقرب الدول العربية لهم من الآخرين لتحويل حلمهم إلى واقع يتسم بالأمل رغم كل التحديات.

يمثل المؤتمر الدولي لتسوية القضية الفلسطينية سلمياً، الذي عقد في يوليو 2025، واعتماد «إعلان نيويورك»، الذي أسست له السعودية بشراكة دولية بهدف وضع حل الدولتين كواقع حال، ترجمة فعلية لإيمان قيادة المملكة، ممثلة بخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، وولي العهد الأمير محمد بن سلمان، بالقضية الفلسطينية، وبأنهم لا يضعون هذه القضية كمحطة تفاوض، كذلك فهم مع حق الشعب الفلسطيني ولا تغيير في هذا الموقف للمملكة مهما كانت التحديات؛ لأن القضية عندهم عقيدة ومبدأ وتاريخ، خصوصاً أن المؤتمر عُقد في ظل حرب أسقطت آلاف الضحايا من الفلسطينيين، وشردت مئات الآلاف من غزة، ومحاولات إسرائيلية لضم الضفة الغربية، لذا حظيت خطوة المملكة بتأييد استثنائي من الجمعية العامة للأمم المتحدة بأغلبية 142 صوتاً، في مشهد تاريخي لحلم طال انتظاره من الشعب الفلسطيني والشعوب العربية والإسلامية وحتى الغربية بالاعتراف بالدولة الفلسطينية، ونجحت جهود الرياض في الحصول على التزام دولي ثابت بحل الدولتين، يرسم مساراً لا رجعة فيه لبناء مستقبل أفضل للفلسطينيين ولشعوب المنطقة كافة، وما جرى في الـ21 من سبتمبر 2025 من توالي الاعتراف بالدولة الفلسطينية يمثل صفحة وفاء من المملكة لمبادئها أولاً، ولفلسطين ثانياً، وانتصاراً للسلام والاستقرار اللذين تنشدهما.

الحقيقة الثابتة أن الاعتراف بالدولة الفلسطينية من دول كبرى كانت في ما سبق ترفض مناقشة هذه الفكرة، يعود لدور وجهد دبلوماسي سعودي، إذ نجحت «دبلوماسية الأمير» محمد بن سلمان بتحويل مبادرة السلام العربية إلى إطار دولي، ركز فيها على حشد الدعم الكامل للاعتراف بالدولة الفلسطينية بدبلوماسية هادئة لم تعتمد الشعارات أو الخطابات غير المنتجة، بل كانت انعكاساً لإيمانه بثقل المملكة وتأثيرها الفاعل في هذا التوقيت، ليترجم حلم أمة كاملة إلى أمر ملموس ومن منصة الأمم المتحدة، وليمنحها الشرعية الكاملة ويوقف التغول الإسرائيلي، ولم يكتف «الأمير المبادر» بالاعتراف فقط، إذ أعلن وزير الخارجية الأمير فيصل بن فرحان إطلاق «التحالف الطارئ للاستدامة المالية للسلطة الفلسطينية»، وتقديم السعودية دعماً بمبلغ 90 مليون دولار؛ ‏فضلاً عن التأثير الكبير الذي مارسه ولي العهد على الرئيس الأمريكي دونالد ترمب بالقبول بخارطة الطريق السعودية ودمجها مع المقترح الأمريكي لوقف الحرب في غزة وتحقيق تسوية شاملة، وهذا يؤشر بأن المملكة أصبحت قطباً دولياً يقود العالم نحو السلام في ملفات معقدة، فالسعودية «جديرة بالثقة» وفق ما صرح به الرئيس الفرنسي ماكرون.

يتزامن هذا الانتصار الدبلوماسي التاريخي للمملكة مع ذكرى اليوم الوطني السعودي 95، الذي كانت هويته «عزّنا بطبعنا»، والذي جاء تعبيراً صادقاً عن ما تتميز به طباع المملكة وقيادتها وشعبها من الأصالة والكرم والطموح والقدرة على تحقيق الأحلام بعزة وثقة بالنفس والإمكانات لتحقيق الريادة والنجاحات في كل المستويات.

أخبار ذات صلة

 


المصدر : وكالات

كورا نيو

أهلا بكم في موقع كورا نيو، يمكنكم التواصل معنا عبر الواتس اب اسفل الموقع

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى