أخبار العالم

السينما المحلية بحاجة إلى قارئ للسرد – أخبار السعودية – كورا نيو



العلوم الإنسانية متسعة الجوانب، وعميقة القرار، وما ينتج عن تلك العلوم له الخاصية نفسها.

فكل الفنون ذات قابلية لامتصاص الآراء قبولاً أو اعتراضاً، ومن تلك الفنون فن السينما، هو فن له أغراضه المتنوعة، وأهدافه المتباينة.

ولأن العالم يموج بهذا الفن، فكل المنشغلين به هم باحثون عن المختلف غير السائد، ولذا تكون الأفكار هي المستهدفة، وكلما كانت الفكرة نادرة حققت السبق، والتقدم، والرواج، وأي اقتباس للفكرة يكون الفيلم المقتبس شائناً؛ لأن أصل الفكرة لها عمق ثقافي يختص به المكان الذي نبعت منه الفكرة، فكاتب القصة أو السيناريو يحمل مدلولات ثقافية خاصة ببيئته وناسها، وأي اقتباس لفكرة فيلم يحدث تبايناً صارخاً بين بيئة الفكرة، وبيئة الفيلم المقتبس لاختلاف البيئتين ثقافياً وتاريخاً، واجتماعياً، وخصائص نفسية لإنسان البيئتين.

وعيوب الاقتباس تظهر جليّة خصوصاً لمن شاهد الأصل، فتحدث المقارنات، وغالباً تتم الاستهانة بالمقتبس، واعتباره نسخة رديئة، وتفقد المنشغلين في الفيلم المقتبس الثقة، وعدم الاحترام، خصوصاً إذا تدخل المخرج في الإضافة أو الحذف.

إذاً، ما الداعي إلى اقتباس فيلم نجح في نسخته الأم، هل يكون الداعي لذلك اكتساب جماهيرية الأصل؟، ليكن، إلا أن خلف الفيلم المقتبس تكمن الاتهامات كالغش، والتدليس لمن لم يشاهد الأصل واكتشف لاحقاً ما تمّت ممارسته معه من خداع.

السؤال الحقيقي: لماذا يلجأ المنتجون إلى تمويل فيلم مقتبس؟

هنا أجوبة عدة، وبغض النظر عن تلك المنطلقات في الإجابة، لأن أي إجابة كانت، ستُظهر مشكلة رئيسية، فحواها أن المنتج أو المخرج أو كاتب السيناريو فقراء في الجانب القرائي، أو مترفعون عما ينتج من قص وسرد داخل بلدانهم، أو متسرعون في إنجاز أفلامهم كيفما اتفق، المهم لديهم إنتاج، وبيع، وحصد الأموال من أفلام تحقق الربحية بغض النظر عن جودتها.

وحقيقة أن لكل بلد في العالم منتجاً سردياً، لو تم الالتفات لذلك المنتج لحققت السينما المحلية نجاحات من خلال كُتّاب البلد، ولو أردت الحديث عن السينما السعودية، أكاد أجزم أن ثمة أفكاراً خلّاقة متواجدة في سرديات كُتَّابنا المحليين، ولا تحتاج إلا إلى تنقيب في مخزوننا السردي، وإن كان هناك كسل في الجانب القرائي لدى المنتج أو المخرج، فليس عيباً أن يتم خلق وظيفة منتمية لهيئة الأفلام أو الشركات السينمائية المنتجة، بحيث يكون هذا الموظف مرجعاً ثقافياً مختصاً في الجوانب السردية، ويقوم بتزويد الجهتين بأفكار مستخلصة ممّا تحمله القصص والروايات المحلية من أفكار خلّاقة.

أخبار ذات صلة

 


المصدر : وكالات

كورا نيو

أهلا بكم في موقع كورا نيو، يمكنكم التواصل معنا عبر الواتس اب اسفل الموقع

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى