أخبار العالم

الشماغ العربي.. من الجزيرة العربية لكأس العرب – أخبار السعودية – كورا نيو



في مدرجات المواجهة التي جمعت المنتخب الأردني بالمنتخب السعودي، رفع جمهور الأردن الشماغ الأحمر والأبيض في مشهد لافت حمل دلالات ثقافية تتجاوز الإطار الرياضي.

الصورة جذبت الانتباه بوصفها تعبيراً جماعياً عن الهوية، وأعادت الشماغ إلى الواجهة رمزاً عربياً حاضراً في الوعي الجمعي، ارتبط تاريخياً ببيئة الجزيرة العربية وانتقل إلى الأوطان العربية عبر هجرات متتابعة.

هذا المشهد يتقاطع مع ما طرحه أستاذ الآثار واللغات القديمة في حضارة بلاد الرافدين والخليج العربي بولاية غرب أستراليا الأستاذ الدكتور قصي منصور التركي، في دراسته المتخصصة حول أصل الشماغ ودلالته الحضارية. الدراسة تشير إلى أن الشماغ يعود في جذوره اللغوية والثقافية إلى الجزيرة العربية، ضمن ما يُعرف بعائلة اللغات الجزرية العربية القديمة، التي انحدرت منها العربية والأكدية وغيرها من لغات الشرق الأدنى القديم.

ووفق الطرح الأكاديمي، ارتبط لفظ الشماغ منذ الألف الثالث قبل الميلاد بمعاني الشموخ والعلو والمكانة الرفيعة، كما وثقته النصوص الأكدية والكتابات المسمارية، إضافة إلى شواهد أثرية أظهرت حضوره في أزياء الحكام والكهنة في حضارات بلاد الرافدين، مع ارتباطه الوثيق بثقافة الجزيرة العربية والخليج.

رفع الشماغ في المدرج الأردني جاء امتداداً لهذا المسار التاريخي، حيث حوّل الجمهور قطعة القماش إلى رسالة بصرية جامعة، تؤكد الانتماء وتستحضر ذاكرة ثقافية عميقة. المدرج تحوّل إلى مساحة تعبير يلتقي فيها الحاضر الرياضي مع الجذور الحضارية.

الشماغ حافظ عبر العصور على اسمه ووظيفته ودلالته الرمزية، وانتقل من الجزيرة العربية، وتحديداً من أرض المملكة العربية السعودية الحالية، بين الأقاليم مع احتفاظه بمعناه المرتبط بالرفعة والهوية. وفي مدرجات الدوحة، عاد الرمز إلى الظهور محمولاً بأيدي الجمهور، ليؤكد أن كرة القدم تملك قدرة خاصة على استدعاء التاريخ وتحويله إلى صورة حيّة في لحظة واحدة.


المصدر : وكالات

كورا نيو

أهلا بكم في موقع كورا نيو، يمكنكم التواصل معنا عبر الواتس اب اسفل الموقع

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى