أخبار العالم

الطبيعة تكره الفراغ – أخبار السعودية – كورا نيو



مايسمى «رعب الفراغ» هو ماجادل به أرسطو فقال:

(في الفراغ، لا أحد يستطيع أن يتساءل لماذا يتوقف شيءٌ ما، بعد أن بدأ بالحركة، أو في أي مكان يتوقف، فلماذا يتوقف هنا بدلًا من هنا؟ إذًا، إما أن يكون الشيء ساكنًا أو متحركًا إلى ما لا نهاية، ما لم يعترض طريقه شيءٌ أقوى منه).

أرسطو، الفيزياء، الكتاب الرابع، القسم الثامن.

بعبارة أخرى، اعتقد أرسطو أنه لو وُجد فراغ حقيقي، لما كان للأجسام داخله ما يُبطّئها أو يُحافظ على حركتها. إما أن تتحرك بسرعة لا متناهية أو لا تتحرك إطلاقًا، وهو ما يتناقض مع سلوك الأشياء في العالم المادي.

عندما لاحظ أرسطو أن «الطبيعة تكره الفراغ»، كان يصف العالم المادي: كيف يندفع الهواء والماء لملء الفراغ. يؤكد العلم الحديث أن وجود فراغ حقيقي يكاد يكون مستحيلاً، لأن المادة والطاقة تتحركان دائمًا لاستعادة التوازن.

لكن لهذه العبارة معنى أعمق. وكما قال أحد الكُتّاب: «لن ترضى النفس البشرية بالفراغ. إن لم نملأها بالخير، فسرعان ما ستمتلئ بالفراغ». وكما تقاوم الطبيعة الفراغ، كذلك تقاومه عقولنا وقلوبنا. فالمساحة في داخلنا لن تبقى فارغة طويلًا، بل تدعو شيئًا ما للدخول، سواءً كان مفيدًا أو ضارًا.

عندما ينفتح فراغ في الحياة -نتيجةً للخسارة أو التغيير أو الانتقال- سيتحرك شيءٌ ما لا محالة لملئه. إذا أهملناه، فقد تستحوذ عليه عاداتٌ غير صحية، أو تأثيراتٌ سامة، أو ندم، أو يأس. لكننا لسنا عاجزين: بإمكاننا اختيار ما ينفع. لا شيء يدوم، لكن فعل الاختيار يمنحنا ملكية ما يملأ حياتنا.

وكما يقال: «الحب هو السر الذي يملأ كل الفراغات، والذي يشفي كل الجراح، والذي يعطي معنى لكل الوجود».

فإن لم تختر، فإن الحياة ستختار لك. إدراك هذه الحقيقة يعني المشاركة في حكمة الطبيعة، أن نملأ فراغات حياتنا لا بالضجيج أو التشتيت، بل بما يبهجنا ويفيدنا.

أخبار ذات صلة

 


المصدر : وكالات

كورا نيو

أهلا بكم في موقع كورا نيو، يمكنكم التواصل معنا عبر الواتس اب اسفل الموقع

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى