المشكلة ليست في التحكيم.. بل فيمن يقفُ على الخطّ ! – أخبار السعودية – كورا نيو

تابع قناة عكاظ على الواتساب
في كل مرة يتعثّر فيها الأهلي، تتكرّر الأسطوانة ذاتها: التحكيم، الغيابات، الظروف، وكل شيء إلا الاعتراف بالقصور الفني. عقب الخسارة البارحة الأولى أمام الفتح، خرج مدرب الأهلي “ماتياس ياسله” ليبرّر السقوط بأخطاء تحكيمية وغياب لاعبيه (الأفارقة)، وكأنّ الفريق يُدار بعقلية ردّ الفعل لا بعقلية الحلول، وكأنّ المدرب لا يُفترض به أن يكون صاحب البدائل، لا مجرد ناقل للأعذار.
الحقيقة التي باتت واضحة أن مشكلة الأهلي مع مدربه ليست طارئة ولا مرتبطة بمباراة واحدة، إنّها مسار ممتدّ طوال السنوات الثلاث التي قضاها مع النادي. فريق كبير بحجم الأهلي يُفترض أن يمتلك هوية فنية واضحة، وأن يكون قادراً على فرض أسلوبه على الفرق المتوسطة والضعيفة، لا أن يسقط أمامها تباعاً، وبالسيناريو نفسه: ارتباك، بطء في التعديل، قراءة متأخرة للمباراة، ثم هروب إلى شماعة التحكيم.
المدرب الجيد يُقاس بقدرته على التعامل مع النقص، دون الشكوى منه. الغيابات جزء أصيل من كرة القدم، والإيقافات والإصابات لا تُعفي الجهاز الفني من المسؤولية. هنا تحديداً تتجلى أزمة ياسله: فقر في الأدوات، وضيق في الخيارات، وعجز مزمن عن ابتكار حلول تكتيكية عند (تعقّد) المباريات. الأهلي غالباً يبدأ بلا خطة بديلة، وإذا اختنق اللعب، لا يملك المدرب سوى تغييرات متأخرة أو عشوائية لا تغيّر شيئاً في المشهد.
أما التذرّع بالتحكيم، فهو خطاب استهلاكيّ تجاوزه الزمن. الأخطاء التحكيمية، إن وُجدت، تصيب الجميع، لكنها لا تبرّر خسارة فريق يملك الإمكانات والنجوم أمام منافسين أقلّ جودة على الورق، مثل الفتح. حين تتكرر الهزائم أمام الفرق المتوسطة، لا يعود الخلل عارضاً، بل يصبح مؤشراً صريحاً على ضعف القراءة الفنية وسوء إدارة التفاصيل.
الأخطر من ذلك أن الأهلي في عهد ياسله يبدو بلا شخصية. لا ضغط منظم، لا بناء لعب متماسك، ولا قدرة على التحكم بإيقاع المباريات. الفريق إمّا يربح بمجهود فردي، أو يخسر بمجرد أن يُغلق الخصم المساحات ويجبره على اللعب تحت الضغط. هنا يسقط المدرب، مرة بعد أخرى، لأنه ببساطة لا يقرأ النزالات كما ينبغي، ولا يملك أدوات فك الاشتباك التكتيكي – (حلوة الاشتباك التكتيكي)!
الخلاصة أن استمرار هذا النهج يعني استمرار الدوران في الحلقة نفسها: تبريرات بعد كلّ إخفاق، ووعود بعد كلّ خسارة، بلا أيّ تغيير حقيقي على أرض الملعب. الأهلي لا يحتاج إلى مدرب يُحسن الحديث عن الأعذار، بل إلى مدرب يُجيد صناعة الحلول، ويملك الشجاعة لتحمّل المسؤولية الفنية كاملة، لأن الهروب منها لن يغيّر النتيجة، ولن يعفيه من حقيقة باتت واضحة للجميع: المشكلة ليست في التحكيم، بل فيمن يقف على الخط !
المصدر : وكالات



