أخبار العالم

المفتي الإنسان يرحلُ مُخلّداً في الوجدان «الرفق والسماحة» – أخبار السعودية – كورا نيو



يُجمِع علماء ودعاة ومفكرو العالم الإسلامي على تمثّل مفتي عام المملكة الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ، رحمه الله، أخلاق الأنبياء والصالحين بما عُرف عنه من الرفق والسماحة ولين الجانب، طيلة عمله أستاذاً جامعياً، وإماماً وخطيباً لجامع الإمام تركي بن عبدالله في الرياض، ثم مُفتياً عاماً للمملكة طيلة 27 عاماً؛ عزّز فيها شخصية المفتي المدرك فقه واقعه وعصره، فحرص على درء الفتن والمفاسد والإشكالات، بفقه التيسير، واستوعب نحو ملياري مسلم بسعة مداركه واطلاعه على أحوال المسلمين في بلدانهم والأقليات المسلمة في العالم، وأحبه الناس للطف قوله، وإيثار الاستصلاح والاحتواء على ما سواهما، وأعلى مقام الفتوى بحكم ثروة فقهية توارثها من الدروس على أيدي العلماء، ثم في مؤسسات التعليم. وخيم الحزن على الأوساط الدينية والرسمية والشعبية في العالم الإسلامي منذ أن تناقلت وسائل الإعلام نبأ رحيله، فيما نعت فقيد المسلمين شخصيات اعتبارية، من بينها فقهاء ودعاة وكُتّاب على مواقع التواصل الاجتماعي.

وكتب وزير الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد الشيخ الدكتور عبداللطيف آل الشيخ: «بقلوب مفعمة بالحزن والأسى، تلقيت خبر وفاة مفتي عام المملكة الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ -رحمه الله تعالى- صباح هذا اليوم. خبرٌ أثر في النفوس، وأحزن القلوب، وعدّه منارة علم ودعوة، وسراجًا يهتدي به السائلون عن الحق، وما مَرّ زمن إلا وكان حاضرًا في المواقف التي تحتاج إلى بيان، ومرجعًا في الفتوى، وأثرًا في القلوب بكلمته التي تحمل الحق والشفقة والرحمة والنصح للأمة».

ورثاه رئيس هيئة الترفيه المستشار تركي آل الشيخ، بتغريدة قال فيها: «اللهم أجرنا في مصيبتنا وأخلف لنا خيرا منها.. انتقل إلى رحمة الله صباح هذا اليوم شيخنا ووالدنا الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ، غفر الله له ورحمه، وجزاه عنا وعن المسلمين خير الجزاء وأخلف علينا خيرا».

ونعت وزارة الإعلام المفتي العام للمملكة، ورئيس هيئة كبار العلماء الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ، الذي انتقل إلى جوار ربه حاملا مسيرة علمية ودينية عظيمة أثرى بها الوطن والأمة الإسلامية، رحمه الله وغفر له.

وقال الكاتب منصور النقيدان: «كان طيب النفس، لا يحمل الكره». وأضاف: «أخبرني بعض طلابه أن المفتي كان كثير العبادة والصلاة، وممن يتهجدون في السحر ساعات راكعاً وساجداً».

نشأته

وُلد المفتي في العاشر من فبراير عام 1943، وحفظ القرآن صغيرًا، وقرأ على عدد من العلماء الكبار في زمنه، منهم مفتي الديار السعودية محمد بن إبراهيم آل الشيخ من عام 1374هـ إلى عام 1380هـ، ومفتي عام المملكة ورئيس هيئة كبار العلماء الشيخ عبدالعزيز بن باز الفرائض في عام 1377هـ إلى 1380هـ، وقرأ على الشيخ عبدالعزيز بن صالح المرشد الفرائض والنحو والتوحيد عام 1379هـ، كما قرأ على الشيخ عبدالعزيز الشثري عمدة الأحكام وزاد المستقنع. التحق بمعهد إمام الدعوة العلمي بالرياض، ثم تخرج منه والتحق بكلية الشريعة بالرياض عام 1380هـ وحصل على شهادة الليسانس في العلوم الشرعية واللغة العربية عام 1384 هـ، ثم عين مدرسا في معهد إمام الدعوة العلمي بالرياض من عام 1384هـ حتى عام 1392هـ، وانتقل إلى كلية الشريعة التابعة لجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية وعمل بها أستاذاً مشاركا، إضافة إلى الإشراف والمناقشة لرسائل الماجستير والدكتوراه في كل من كلية الشريعة، وأصول الدين، والمعهد العالي للقضاء التابع لجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، وكلية الشريعة التابعة لجامعة أم القرى بمكة المكرمة، والتدريس في المعهد العالي للقضاء بالرياض، وتم اختياره عضواً بالمجالس العلمية بالجامعة.

من أعماله

مدرس بمعهد إمام الدعوة العلمي 1384هـ، ثم أستاذ مساعد بكلية الشريعة في 1399هـ، ثم أستاذ مشارك بكلية الشريعة في 1400هـ، وأشرف وناقش عددًا من رسائل الماجستير والدكتوراه، وعضوًا في هيئة كبار العلماء في شهر شوال عام 1407هـ.

وصدر الأمر الملكي عام 1416هـ بتعيينه نائبًا للمفتي العام، وعقب وفاة الشيخ عبدالعزيز بن باز، رحمه الله، صدر أمر ملكي 1420هـ بتعيينه مفتيًا عامًا للمملكة ورئيسًا لهيئة كبار العلماء والبحوث العلمية والإفتاء.

ومن آثاره العلمية: شروح كثيرة؛ القواعد الأربع، وثلاثة الأصول، ولمعة الاعتقاد، وكتاب التوحيد، والكثير من الخطب والمحاضرات.

أخبار ذات صلة

 


المصدر : وكالات

كورا نيو

أهلا بكم في موقع كورا نيو، يمكنكم التواصل معنا عبر الواتس اب اسفل الموقع

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى