اليباس وعائلته – أخبار السعودية – كورا نيو

•• شخصياً؛ أشعر بألم شديد بفراق الأحبة.. جحيم لا أطيقه مع أنه من سنن الحياة.. أحسست بذلك حين أبلغني صديق مقدَّس بمغادرته النهائية إلى بلاده ببلوغه الستين.. قال لي: «عشت سنوات طويلة في غاية الجمال في بلادكم بين أصدقائي السعوديين، كانوا نِعْم الرجال».. من ميزاته: يبذل جهوداً لفهم أصدقائه واحتوائهم، يعرف كيف يختارهم، ويدرك معنى التوافق والاختلاف الفكري مع من يعاشر.
•• العلاقة الطيبة تكريس للمعنى الحقيقي للحياة.. لكن -للأسف- هناك من لديه سيل لا ينتهي من وجع التباعد؛ فعندما يحين وقت الفراق تحضره سريعاً لحظات الوداع المؤلمة.. وهناك من يصيبه الرعب حين يفارق أحبته، رغم أنه يتظاهر بغير ذلك.. يظل هذا النقي الوفي في صراع مستمر مع الفقد حدّ المبالغة.. يصل إلى المرحلة الأخيرة من التأثر رغم مقدرته على تحمُّل الفراق.
•• مثل هذا الرجل تُقرأ طيبته من عينيه الذكيتين شديدتي البريق.. يمارس فن الحياة الطيبة؛ فيتوغل في محارات معاني المودة بحثاً عن لآلئ تنضم لعائلة القلوب.. مطره يقي أصدقاءه من التصحّر، فلا يعرفون معه إلا فصل الاخضرار.. لا يتقن إلا لغة الينبوع، فلا يتأمر على أحد.. يغرد بحرية فوق شجر الوجدان المثمرة في زمن اليباس.. فهلا يكف مثل هؤلاء عن الرحيل؟!.
•• في المقابل؛ هناك من دخل «النكد» عقله وقلبه مبكراً.. تغيب عنه اقتناص متعة الحياة، فلا يستطيع تهيئة وسادة مريحة لأصدقائه.. لا يفهم إلا العيش في ظل «تعاسة» تشوهه، و«شقاء» يشوه المجتمع.. منظوره وأخلاقه وعلاقاته يدونها بلغة سرية لا يفك شفرتها إلا هو.. بداخله أفكار قميئة تحول شعرات رأسه إلى ثعبان يفتك بمن حوله.. تجربة مُرة يعيشها هذا المشؤوم مع الحياة.
أخبار ذات صلة
المصدر : وكالات