الطريق التجاري حلٌّ لمنطقة أدمنت الحروب – أخبار السعودية – كورا نيو

يحمل سجل التاريخ أن أقدم حرب وقعت في العالم القديم كان ذلك في بلاد ما بين النهرين، حدث ذلك في عام ٢٧٠٠ قبل الميلاد، والدول التي تتواجد في بلاد مابين النهرين هي دول حضارية أسست التوهج الفعلي لمعنى التنوير، كحضارة السومريين والأكاديين والبابليين والآشوريين والكلدانيين، ودول ما بين النهرين تتمدد على الخارطة السياسية حالياً ما بين العراق وسوريا وتركيا وفلسطين وإيران.. ويبدو أن الحبل السري للحروب دُفن في هذه المنطقة، وبقيت الحروب تتموج في كل مكان، وفق المسبب لإثارتها سواء كان البحث عن التوسع الاقليمي للحصول على الموارد الطبيعية، يقابل رغبة التوسع حرباً من أجل الدفاع عن النفس، ومع التطور المجتمعي أضيفت مسببات أخرى لشن الحروب كالنزاع الديني، والثقافي وكل نزعة تتسلح عسكرياً، وسجل تلك الحروب يتمدد بأحداث جمة وقد يكون السبي البابلي هو الوتد لكل الحروب اللاحقة وصولا الى زمننا الراهن، فمنذ إطلالة الحروب ظلت الأعناق تبحث عن السلام لإحداث الاستقرار الذي يتأتى فيه فرصة تبادل المنافع، والاطمئنان على النفس، فالسلام يمكّن الفرد والجماعة من السكون والهدوء وضمان حماية الناس من الفقد.
وإذا كان أول سطر سجله التاريخ للحروب بدأ منذ ٢٧٠٠ عام قبل الميلاد، فنحن نعيش في عام ٢٠٢٥ بعد الميلاد؛ أي عمر المنطقة حربيا يقترب من خمسمائة ألف سنة، عمر سحيق شاب من شاب، وأصبحت الأجداث رميم الرميم، ويبدو أن سؤالاً جاب الأزمنة سائلا: أليس هناك من يقطع الحبل السري لحروب هذه المنطقة؟
طبعا هو سؤال ساذج يدل على مراهقة فكرية، إذا آمنّا بأن الحروب أداة من أدوات تقليم الناس عبر القرون، وهذا لا يعني حروبا دائمة إذ يتخللها سلام يطول أو يقصر.
أخبار ذات صلة
ويبدو أن الرئيس ترامب وصل إلى قناعة بأن الحروب لم تجنِ شيئا من أجل السيطرة على العالم، وبغض النظر عن النوايا الدافعة للرئيس الأمريكي سواء محاولته في تدعيم جملته بأنه رجل سلام، وبغض النظر عن استهدافه لجائزة نوبل، إلا أن المؤكد بأنه رجل (بزنس) ويعرف تماما أن الجانب التجاري هو الأكثر تماسّا مع حياة الناس، وأكثر طمأنينة، وكما قلت سابقا إن الحروب أداة تقليم للبشرية، فلتكن لحظات زمنية تجفف فيه المنطقة رعب الحروب، وتقلل من حالات التوتر المزمنة، ومهما تكن رغبة أو نوايا الرئيس ترامب بالالتفات للغول الصيني ومواجهته في منطقته بعد التخلص من الصدأ المزمن في منطقة الشرق الأوسط، فإن هذه النوايا تمكّن المنطقة من لحظات هدوء وقتي يمكّن الأفكار التجارية من أن تحل محل الحرب، وثمة خطوات تشير إلى أن ترامب ماض إلى تحقيق الفكرة التجارية التي يعرف كيف له إنجاحها كونه رجلا مستثمرا بامتياز.
وسواء تجففت ملابس المنطقة من خوف الحروب أو لم تجف، فثمة وقت لتجريب الحلول التجارية كبلسم يخفف الوجع المرير لتاريخ الحرب الذي أدمنت عليه المنطقة.
المصدر : وكالات