بعد 150 عاماً من الاكتشاف.. مصر تفتح مقبرة الأخوين للزوار – أخبار السعودية – كورا نيو

أعلنت وزارة السياحة والآثار المصرية اكتمال مشروع ترميم وصيانة «مقبرة الأخوين»، المعروفة أيضاً باسم «مقبرة البروج»، في مدينة أتريبس الأثرية بنجع الشيخ حمد، غرب محافظة سوهاج.
واستغرق المشروع عاماً كاملاً من العمل الدقيق لإعادة الحياة إلى هذا الموقع الأثري الذي يعود إلى القرن الثاني الميلادي، بهدف إدراجه ضمن مسار السياحة الثقافية في صعيد مصر، ما يتيح للزوار استكشاف تفاصيل حياة الشقيقين «إيب باماني» و«با محيت»، ابني «حور نفر» و«تاشريت حور سجم».
وتتميز المقبرة بتصميمها الفريد، حيث تتكون من حجرة أمامية مربعة الشكل وحجرة دفن بتخطيط مثلثي تحتوي على كوة دفن مستطيلة في الجدار الغربي، وتزدان جدرانها وسقفها بزخارف ملونة ولوحات فلكية نادرة تصور برجين فلكيين للمتوَفين، وهو ما أكسبها لقب «مقبرة البروج»، كما تضم مناظر جنائزية معقدة وزخارف تغطي جوانب وسقف وأرضية كوة الدفن، ما يعكس المهارة الفنية والثقافية في تلك الحقبة.
اكتُشفت المقبرة قبل أكثر من 150 عاماً، ووثّقها عالم الآثار الإنجليزي وليم فلندرز بيتري خلال موسم 1906-1907.
وأوضح رئيس قطاع الآثار المصرية بالمجلس الأعلى للآثار محمد عبدالبديع أن فريق الترميم المكون من خبراء المجلس أجرى تقريراً توثيقياً شاملاً لتحديد أسباب التلف، مثل الرطوبة والتشققات، قبل البدء في أعمال الصيانة.
وشملت الأعمال تنظيف الجدران والسقف ميكانيكياً وكيميائياً، وتقوية طبقات الألوان والملاط، واستكمال الأجزاء المفقودة بمواد متوافقة مع طبيعة المقبرة الأصلية، وفقاً لأعلى المعايير العلمية والفنية.
وأضافت رئيسة الإدارة المركزية للصيانة والترميم الدكتورة منال الغنام أن العمل ركز على الحفاظ على الطابع الأثري للمقبرة، مع ضمان استقرار الرسومات الملونة والزخارف الفلكية التي تُعد من أبرز معالمها.
وأكد الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار الدكتور محمد إسماعيل خالد أن هذا المشروع يعكس التزام مصر بحماية تراثها الثقافي كجزء من المسؤولية الوطنية، مشيراً إلى دوره في تعزيز التعليم والتوعية والتنمية المستدامة.
فيما أكد وزير السياحة والآثار شريف فتحي أن ترميم المواقع الأثرية يأتي على رأس أولويات الوزارة، ليس فقط لحفظ التراث كجزء من الهوية الوطنية والإنسانية، بل أيضاً لفتح آفاق جديدة للسياحة الثقافية.
وأضاف أن إعادة فتح «مقبرة الأخوين» ستعزز تجربة الزوار وتدعم الاقتصاد المحلي في المجتمعات المحيطة بالمواقع الأثرية، مثل نجع الشيخ حمد، من خلال تنشيط السياحة وخلق فرص عمل.
وتقع مدينة أتريبس في الإقليم التاسع من أقاليم مصر العليا، وتُعد واحدة من أهم المدن الأثرية منذ نهاية العصر البطلمي.
وتضم المدينة معابد، محاجر، جبانات، منشآت سكنية، ورشاً صناعية، إضافة إلى دير للراهبات وكنيسة تعود للقرن السادس الميلادي، ما يجعلها مركزاً رئيسياً لبدايات الرهبنة في صعيد مصر، وتُعد سوهاج موطناً لمواقع أثرية أخرى بارزة مثل: أبيدوس، أخميم، الحواويش، والدير الأبيض والأحمر.
وفي عام 2022، اكتشفت بعثة أثرية في جبل الهريدي بسوهاج 85 مقبرة تعود لفترات متنوعة من الدولة القديمة حتى العصر البطلمي، إضافة إلى معبد لإيزيس الذي يعود إلى عصر بطليموس الثالث، ما يبرز الثروة الأثرية للمنطقة.
أخبار ذات صلة
المصدر : وكالات