بماذا أرثيك يا أمي؟ – أخبار السعودية – كورا نيو

– ما أصعب الحديث عن الأم، والأصعب من ذلك هو حديث الوداع.. أمي؛ تلك السيدةُ العظيمة، والتي كانت أنموذجاً في العطاء بلا مُقابل. كانت من السيداتِ اللاتي يُشار لهنَّ بالبَنان في صِغرها وكبرِها، وكانت تَرضى بالقليل، ولا تَطلب أيَّ مُقابل على ما تُقدِّمه.
– كبرت كثيراً بعد رحيلك يا أمي، وتعجز الحروف والكلمات أن توفيك حقك، كانت رحلتنا معك جميلة بكل تفاصيل الجمال والحنان الذي تملكينه.
– بعد الآن، من يسأل ويبحث عني في غيابي؟ نعم أنا الابن الأكبر، ولهذا فقد كانَت تَرتكزُ عليَّ وتُرسلني عندما تَحتاج أيَّ شيء، عندما كنت طفلاً كنتُ لها مثلَ ساعي البريد في إرسال رسائلِها عندما تَرغَب بزيارة جدَّتي أو عمّاتي، أو زيارة إحدى نساءِ الحارة، وكنت أرى مدى تواصلها ووفائها وكرمها وحبها وضيافتها للجميع.
– ولا أنسَى عندما يحل المساء تصفِّق بيدِها لأعودَ إلى المنزل خوفاً عليّ، أو لقضاء حاجةٍ لها. وعندما كبرتُ وتزوَّجتُ وأصبح لديَّ أبناء وأحفاد، شعرتُ ساعتَها أني مثل الطفل الذي ما زالَ يبحثُ عن حنانِ أمِّه! يا لها من أيامٍ يومَ كنّا نَتجاذَب أطرافَ الحديث والذكرياتِ الجميلة، وعندما أخرجُ من منزلها تودِّعني عندَ الباب، ولا أرغبُ أن أتركَها من جَمال حديثها ودُعائها، تُشعرني تلك الدعواتُ أنّي مَلكتُ الأرضَ وما فيها.
– كل صعوبات الحياة والأمراض التي أصابتها قاومتها، وتكون أقوى بعد كل صدمة تتعرض لها، إلا صدمة شريك رحلتها «أبو سامي»، بعد رحيله حزنت حزناً شديداً ولم تقطع سيرته من منزلها، وعرفت مدى حبها ووفائها لشريك حياتها، وأصبحت الحياة بالنسبة لها بلا طعم ولا رائحة، وبعد ستة أشهر من رحيله لحقت به إلى «دار الحق».. كم أنتِ عظيمة يا أمي في حبك ووفائك، تركت بعد رحيلك كثيراً من الأعمال الخيرية، في رحيلك فقدنا الكثير والكثير يا أمي، لكن ما يصبرنا على فراقك رائحتك وسيرتك العطرة والجميلة التي تنتشر في كل مكان.
– في اتصالي الأخير معها قبل وفاتها بعدة ساعات ودعتني، وقالت: انتبه على نفسك «استودعك الله يا حبيبي».. الحمد لله على قضاء الله وقدره.
أخبار ذات صلة
المصدر : وكالات