أخبار العالم

تأرجح مُبلَّل – أخبار السعودية – كورا نيو



•• سمعت قديماً قولاً شعبياً بليغاً: «لما تقعد مع الأهبل طوِّل بالك».. عبارة في غاية الصدق أوصلتني إلى قناعة أنني لست مستعداً لمجادلة أحد.. ترسَّخت تلك القناعة بمحاولاتي المستميتة لإقناع (غبي) بأنه على خطأ.. عادة سيئة يكررها بنفس الرائحة واللون؛ كوَّنت لديه حلقة ضيقة رسمها لنفسه زلزلت حياته وملأت أعماقه نكداً وشقاء.. مثل هؤلاء (البائسين) يصنعون أحزانهم بأيديهم ثم يلومون الزمان.
•• «البلاهة» مصير يصنعه بيديه كل أهوج دخل عالم السذاجة.. لم يفكر يوماً بجدية في أخطائه وما تجلبه إليه من ازدراء الناس.. تضخم جرائره المرتكبة بحق نفسه وغيره أفقدته جمال أمسه الحميم.. أخطاؤه المُبللة لقلبه على كف من التكرار تمنحه مشياً بطيئاً في الحياة.. تُبعد عنه وهج صباحاته فيتأرجح يومه لا يرى أوله من آخره.. جداوله غير صالحة للملاحة لتنقيح خبالاته.
•• هذا (التعيس) لا تتغير صورته كثيراً حين يتعامل مع الحياة.. لم يُعد لنفسه عنواناً يُكتب له بعد تحوله إلى كتلة ريش.. فليس بغريب فرحه ببؤسه حد الابتهاج بهوس وجوده في غاب الحياة.. فقد كتب لدنياه اضطراباً حقيقياً ظل خالداً في نفسه كالوهم.. وأنشد قصائد ملوثة على شكل جروح زرعت له دروباً شائكة.. تلك صور جديدة لتجاعيد حياة تجيد شقاوة النفس.
•• ما أجمل إنارة عتمة الحياة بالمسرات رغم الشدة.. وما أجمل تسلقُ الأرواح وجهها رغم المرارة.. وما أجمل اعتلاء حب الناس رغم شروخ الصدور.. وما أجمل استعادة بعض من الانتعاش رغم توفر الملوثات.. وما أجمل استنشاق هواء الوداد رغم وجود من يصنع الرماد.. وما أجمل بريق صباح يوم مبهج رغم افتقاد بعض الأشياء روحها.. فعودة الأرواح إلى أمسها عودة للحياة النقية.
الأرواح بين شقاوة الأمس ونقاء الحياة:
البلاهة مصير يصنعه بعضنا لنفسه بيديه
تضخم الجرائر تفقد جمال الأمس الحميم
الاضطراب يظل خالداً في النفس كالوهم
زراعة الدروب الشائكة صورة لتجاعيد الروح

أخبار ذات صلة

 


المصدر : وكالات

كورا نيو

أهلا بكم في موقع كورا نيو، يمكنكم التواصل معنا عبر الواتس اب اسفل الموقع

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى