أخبار العالم

تحقيق مُستهدفات بالمؤشرات – أخبار السعودية – كورا نيو



منذ أعوام، أحاول مع أُسرتي تبنّي سياسة اقتصادية، متناغمة مع التحوّلات؛ لمجابهة التحديات الاستهلاكية، ما يمكن معه حماية الوضع المالي من مخاطر غير مأخوذة في الحُسبان، فالمبالغة في التفخيم والاقتناء من الكماليات يوقع في الحرج، وتلافي ذلك يحتاج إلى جراحات تجميلية مكلفة، والشفافية تقتضي أن أكون صريحاً مع منظومتي العائلية، ولا أُسرف في إشعارهم بأن الوضع دوماً على ما يرام.

وعندما يقول ابني وبنتي، لدينا مصروف كافٍ ليوم أو أسبوع أو شهر، لتفادي زعلي، فمن الطبيعي أن أفرح أو أشعر بشيء من السعادة، كونهما يطبّقان ثقافة الترشيد، ويوفّران لخزينتي مبلغاً يمكن أن يسد عجز الميزانية المقترحة، للشهر أو السنة، أو الفصل، ومن الأنصف أن أُجدّد بهم الثقة، وأرفع سقف طموحي مع عائلتي المُرشّدة، في ظلّ وفرة أبناء وبنات إيجابيين، لربما بحكم ظروف المراحل يُبالغون في رسائلهم التطمينية.

ومن لوازم ملكيّة أي فرد للمال، واستغنائه عن مصروف يحصل عليه، سؤاله؛ عن المصدر، فهل هناك توفير غير مُعلن؟، أو دعم من أطراف متعاطفة مع هذا وتلك؟ ولعل ما يخشاه الأب الكادح أن يدعي أولاده أن لديهم ما يكفيهم، ثم يكتشف أنهم يهايطون ولا أقول؛ يكذبون، فالمصارحة بين أهل البيت أسلم للجميع، المُنتج والمُستهلك، ولعلّ مما يُبهج الأب أن تطلب منه أسرته ما تحتاج من الضرورات، ويشعر بامتنان فذلك من لوازم القِوامة، شرط ألا تكون طلبات مرهقة.

بالطبع ممكن أن يمرر الأب، على أسرته، ادعاءات وأنباء لا تمتّ إلى الواقع بأيّ صِلة، ويشعرهم أنه حقق مستهدفاته السنوية وأزيد، وإن لم يظهر شيء أمام أعين الناظرين، بدافع تطمينهم، والحفاظ على موقعه القيادي، وإيلائه ثقةً، ولتجاوز الاتهامات، وردود الأفعال التي يمكن أن تتسبّب في ربكة ميزانية، أو تعثّر مشروع، أو تعطيل غاية تنموية مستدامة، أو سحب الصلاحيات الممنوحة من مجلس إدارة المنزل.

قال لي قيادي في إحدى الإدارات؛ تعرف لماذا تفوز مدن أو مناطق بدعم سنوي ربما يفوق احتياجات مؤسساتها؟ فقلتُ، ربما حظوة! أو كرامة، أو جدارة، فقال، كلا، بل لأنهم يصفّرون المستهدفات، وإن حققوا منها ما يفوق المتوقع؛ إلا أنهم لا يكشفون أوراقهم، فيحظون بالدعم مُضاعفاً، في حين تدّعي مؤسسات، في مناطق أنها حقّقت المستهدفات ويرفعون بالمؤشرات الإيجابية، التي تدل على الاكتفاء أو التشبع برغم الحاجة الماسة للدعم، وهذا يتنافى مع واجبات العمل، ويُخلّ بجودة الأداء.

لا أتخيّل مسؤولاً يغضب من إدارة تابعة لإدارته أو وزارته؛ لأنها طلبت منه دعماً، أو اعتماد مشاريع، فالإدارات المميّزة تحقّق فائضاً من الإنجازات، بالاعتماد على مصادر ذاتية، ولوجستية، وكلّما طالب مسؤول بمشاريع وتحقّقت سيكتبها له التاريخ، ويذكره المجتمع بخير.

أخبار ذات صلة

 


المصدر : وكالات

كورا نيو

أهلا بكم في موقع كورا نيو، يمكنكم التواصل معنا عبر الواتس اب اسفل الموقع

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى