تطبيق جديد يمنح الضحايا أداة للهروب من الخطر بعد جرائم الملاحقة المروعة – أخبار السعودية – كورا نيو

أعلنت وزارة العدل الكورية الجنوبية، مساء الأربعاء، تطوير تطبيق هاتف ذكي يتيح لضحايا الملاحقة (الستوكينغ) تتبع موقع الملاحق بدقة وعلى الخريطة في الوقت الفعلي، في خطوة وُصفت بأنها الأولى من نوعها عالميا لمواجهة هذه الجريمة المتفشية.
ويأتي التطبيق ضمن تعديلات وافق عليها البرلمان على قانون المراقبة الإلكترونية، إذ كان النظام الحالي يقتصر على إرسال رسائل نصية تنبه الضحية عند اقتراب الملاحق، دون تحديد موقعه الدقيق أو الاتجاه الذي يأتي منه، وهو ما كان يُصعّب على الضحية اتخاذ إجراءات السلامة السريعة.
رؤية موقع الملاحق مباشرة على خريطة الهاتف
وبموجب التعديل الجديد، سيتمكن الضحايا من فتح التطبيق ورؤية موقع الملاحق مباشرة على خريطة الهاتف، مما يتيح لهم الهرب أو طلب المساعدة فورا.
ويتم تتبع الملاحقين عبر أجهزة إلكترونية يرتدونها، مثل السوار الإلكتروني، بقرار قضائي.
كما أعلنت الوزارة أنها تعمل على ربط النظام بخط الطوارئ الوطني (112)، بحيث يتم إرسال الشرطة تلقائيا إلى موقع الضحية عند الحاجة، ومن المتوقع اكتمال هذا الربط العام القادم 2026.
خطوة بعد سنوات من الغضب العام
وتأتي هذه الخطوة بعد سنوات من الغضب العام إزاء جرائم الملاحقة المروعة، خصوصا بعد مقتل امرأة شابة عام 2022 على يد زميل سابق في العمل كان يلاحقها لسنوات.
ورغم أنها قدمت أكثر من بلاغ للشرطة، إلا أن السلطات صنّفته منخفض الخطورة ولم تحتجزه أو تفرض عليه أمرا بالابتعاد.
وفي عام 2021، أقرت كوريا الجنوبية أول قانون خاص بمكافحة الملاحقة يعاقب مرتكبيها بالسجن حتى 3 سنوات أو غرامة تصل إلى 30 مليون وون (نحو 20400 دولار).
وفي 2023، خفّض البرلمان عتبة الملاحقة القضائية لتسهيل إدانة الجناة.
وكانت النتيجة المباشرة ارتفاع صاروخي في عدد البلاغات من 7600 حالة في 2022 إلى أكثر من 13000 حالة في العام الماضي فقط، وفق إحصاءات وزارة العدل.
جرائم الملاحقة في كوريا الجنوبية
وتُعد جرائم الملاحقة في كوريا الجنوبية جزءا من ظاهرة أوسع من العنف ضد المرأة، شملت في السنوات الأخيرة تصوير النساء سرا بكاميرات تجسس في الأماكن العامة، وتهديد النسويات بالقتل والاغتصاب عبر الإنترنت.
وقالت منظمات حقوقية إن التطبيق الجديد يمثل «نقلة نوعية» في حماية الضحايا، لكنه لن يكون كافيا ما لم يترافق مع تغيير ثقافي وتطبيق أكثر صرامة للقانون.
وأشادت ناشطات نسويات بالخطوة، واعتبرن إياها «أول مرة تُمنح فيها الضحية أداة فعلية للدفاع عن نفسها بدلا من انتظار الشرطة».
ومن المتوقع إطلاق التطبيق رسميا خلال الأشهر القليلة القادمة، ليصبح أداة حيوية في واحدة من أكثر الدول تقدما تكنولوجيا، وفي الوقت نفسه واحدة من أكثرها معاناة من جرائم الملاحقة والعنف الرقمي ضد المرأة.
المصدر : وكالات



