جدولة بلا عدالة.. عندما تتحوّل المنافسة إلى لغز كبير (!) – أخبار السعودية – كورا نيو

تابع قناة عكاظ على الواتساب
في كلّ موسم رياضيّ للدوري السعودي، تظهر أزمةٌ أكبر من ضجيج الإعلام الرياضيّ نفسه. أزمةٌ لا تتعلّق بخطأ تحكيميّ عابر، ولا بجدل فنيّ قابل للاختلاف، بل بمسألة تمسّ جوهر العدالة التنافسيّة: الجدولة.
جدولة هذا الموسم بدت غريبة منذ أسابيعه الأولى، لكنها تحوّلت مع الوقت إلى لغز مفتوح على كلّ الأسئلة. فبطل الدوري في الموسم الماضي، الاتحاد، واجه سلسلة مباريات غير متّزنة زمنياً ولا فنياً، وكأنّ تتويجه السابق لم يكن معياراً يُراعى عند بناء روزنامة الموسم. الأمر نفسه انسحب على الهلال والأهلي، حيث توالت المواجهات الثقيلة دون فواصل منطقيّة، ودون اعتبار لحجم المشاركات، أو ضغط البطولات، أو الغيابات الدوليّة.
في المقابل، يبدو أن النصر هو الاستثناء الوحيد الذي خرج من هذا الفخ. فمبارياته الأصعب أمام الأهلي، والهلال، والاتفاق، والقادسية، والشباب، جرى تجميعها في فترة واحدة، لكنها صادفت توقيت كأس الأمم الأفريقيّة في يناير المقبل. توقيت ليس تفصيلاً هامشياً، بل عنصرٌ حاسمٌ في ميزان المنافسة.
خلال تلك الفترة، سيفتقد الأهلي ثلاثة لاعبين مؤثّرين للغاية، غيابهم يضرب عمق الفريق وتوازنه. الهلال بدوره سيفقد لاعبين، يتقدّمهم الحارس بونو، وهو غياب لا يحتاج إلى شرح تأثيره. ومع ذلك، تُلعب المواجهات المفصليّة في هذا التوقيت، وكأنّ الغيابات جزءٌ طبيعيٌّ من التخطيط، لا عاملاً يجب تحييده حفاظاً على تكافؤ الفرص.
السؤال الجوهري هنا ليس: من المستفيد؟
بل: أين المعايير؟
هل هناك نموذجٌ معلنٌ لبناء الجدولة؟
هل تُراعى المشاركات القاريّة؟
هل يُؤخذ في الاعتبار عدد اللاعبين الدوليين؟
هل يُحسب الحمل البدني وتتابع المباريات الثقيلة؟
أم أن كلّ ذلك يُترك لاجتهادات غير مفهومة؟
الدوريات الكبرى لا تترك الجدولة للمصادفة، ولا تُدار بالارتجال. العدالة لا تعني أن تتساوى الفرق في النتائج، بل أن تتساوى في الظروف. وما يحدث هذا الموسم يوحي بأن الظروف نفسها أصبحت غير متكافئة، وأن المنافسة تُدار بزوايا نظر مختلفة، لا بمعيار واحد.
إنها ليست مجرّد ملاحظة عابرة، بل كارثة تنظيميّة إن استمرّت دون تفسير أو مراجعة. فالدوري الذي يطمح إلى العالميّة، لا يمكن أن يترك أهمّ عناصره، لجدولة عبثيّة، بلا شفافيّة، وبلا مساءلة.
ما الذي يحدث؟
هذا هو السؤال الذي ينتظر إجابة مقنعة لا تبريراً مطاطياً أو أهوجاً !
@ali_makki2
المصدر : وكالات



