جسر نتنياهو على أجساد الأسرى – أخبار السعودية – كورا نيو

على وقع ضوء أخضر من الرئيس دونالد ترمب بعد فشل الوصول لاتفاق بين إسرائيل وحماس حول قطاع غزة، أطلق نتنياهو خطته لاحتلال قطاع غزة كاملاً، وذلك بعد تبني «الكابنيت» (المجلس الوزاري المصغر للشؤون السياسية والأمنية في الحكومة الإسرائيلية) قرار الاحتلال.
القرار يأتي في ظل فشل الحكومة الإسرائيلية في استعادة الأسرى الخمسين والذين ما زالوا في معية حماس، وفشلها بطبيعة الحال في القضاء على حماس رغم الفارق الكبير في القوة العسكرية والاستخباراتية، وهو ما أسهم في زيادة الشكوك في الداخل الإسرائيلي ودولياً على قدرة و«إرادة» الحكومة في تحقيق حسم عسكري أو جديتها في الحرص على استعادة الأسرى.
وهذا يظهر من خلال عدة عوامل أولها المظاهرات الحاشدة التي انطلقت في إسرائيل لوقف الحرب وتحقيق اتفاق مع حماس يعيد الأسرى، خصوصاً رمزية توجه بعضها نحو السفارة الأمريكية، وهذا الشعور بأن الرئيس ترمب الوحيد القادر على كبح مغامرات بيبي المحسوبة بدقة على مقياس نجاحه السياسي والعبور من ألغام القضاء وتحديات سقوط الائتلاف، خرجت على إثره رسالة مفتوحة من مسؤولين إسرائيليين سابقين إلى الرئيس ترمب.
الرسالة وقعها نحو 500 مسؤول سياسي وعسكري وأمني سابقين، ومن أبرز ما جاء فيها: «رأيُنا المهني أن (حماس) لم تعد تطرح تهديداً إستراتيجياً لإسرائيل»، وتزامن معها أيضاً رسالة أخرى وقعها عدد من الفنانين الإسرائيليين، ويتضح ضيق النخب الإسرائيلية مما أدّت له نتائج مغامرات نتنياهو من قضم للسمعة الإسرائيلية حول العالم.
وبالنظر إلى استطلاعات الرأي في إسرائيل يتضح بحسب القناة 12، أن 55% من المشاركين يعتقدون بأن هدف نتنياهو الرئيسي هو البقاء في السلطة، مقابل 36% يرون أن هدفه إعادة الأسرى، بينما أظهر استطلاع لمعهد دراسات الأمن الوطني التابع لجامعة تل أبيب أن 76% لديهم ثقة قليلة أو معدومة بالحكومة، و30% فقط يثقون بنتنياهو.
وهذا الإقدام على معركة غزة يأتي أولاً من حرق المراكب داخلياً كما يتضح من أرقام الاستطلاعات، وبإدراك عميق للمحاسبة التي ستقع ضمن التحقيق في إرهاصات 7 أكتوبر 23، بالإضافة إلى الملاحقات القضائية الأخرى وترصد المعارضة، وبطبيعة الحال يأتي الدعم الأمريكي كرافعه يمكن من خلالها تجهيز المعركة خلال شهرين كمهلة للجيش ثم خوضها والبقاء للسيطرة في غزة لعامين آخرين، مما يمنحه فرصة استغلال نيران الحرب في تجريف الانتخابات القادمة في أكتوبر 2026.
يأتي حرق الأوراق من قبل نتنياهو على حساب قوات الاحتياط أيضاً، فيشير استطلاع معهد الأمن إلى أن 90% من اليهود يعارضون معاقبة جندي يرفض جولة جديدة بسبب الإرهاق النفسى، بالإضافة إلى تقارير صحفية إسرائيلية تشير إلى تزايد عدد قوات الاحتياط الذين يتراجعون عن الحضور بحسب صحيفة هارتس.
لكن الجائزة الكبرى التي يتطلع إليها نتنياهو، وقد تغفر كل ذنوبه أمام الجمهور الإسرائيلي سيكون النجاح في تحقيق حلم التهجير الكامل من قطاع غزة، وبالنسبة له الباقي مجرد تفاصيل، سواء الاعتراضات الداخلية الكبرى كما أشرنا، أو حتى الضغوط من أقرب الحلفاء وآخرهم ألمانيا التي حظرت تصدير الأسئلة بعد إعلان احتلال غزة.
وسيبقى التحدي مع الخسائر المحتملة من احتلال غزة بين الساسة والعسكريون، كما أشار الجنرال الأمريكي الراحل ويليام ويستمورلاند: «الجيش لا يبدأ المعارك، لكن الساسة يبدأونها».
أخبار ذات صلة
المصدر : وكالات