حادث مروع في بانكوك.. هجوم أسود يُنهي حياة حارس مخضرم بعد عقود من الخبرة – أخبار السعودية – كورا نيو

تحول يوم سياحي عادي في حديقة «سفاري وورلد بانكوك» إلى كابوس مرعب صباح الأربعاء، حيث قُتل حارس حيوانات مخضرم، في هجوم من قبل مجموعة من الأسود المتوحشة، أثناء الوقت الذي كان السياح يتجولون في سياراتهم بين الحيوانات البرية، ما أثار ذعرا كبيرا بين الزوار الذين شهدوا المشهد المروع دون أن يتمكنوا من التدخل.
وكان حارس الحيوانات المخضرم جيان رانغخاراسامي (58 عاما)، يعمل في الحديقة منذ نحو 20 إلى 30 عاما مسؤولا عن تغذية الأسود والنمور، وكان «رجلا طيبا» وفقا لتصريحات مسؤولي الحديقة، وخرج من سيارته المكشوفة ليلتقط شيئا سقط على الأرض، وانحنى بظهره المواجه للأسود، ما انتهك قواعد السلامة الصارمة التي تحظر الخروج من المركبات في المناطق البرية.
ووفقا لإدارة الحديقة فقد اقترب أسد من مسافة 10 أمتار تقريبا، وأمسك به من الخلف، وسحبه إلى الأرض قبل أن ينضم إليه 3 إلى 4 أسود أخرى، واستمر الهجوم لمدة 15 دقيقة تقريبا حتى وصل مسؤولو الحديقة مسلحين ليطردوا الحيوانات، في حين كشف شهود عيان أن الضحية لم يصرخ طوال الوقت، وتم نقل جيان إلى المستشفى حيث لفظ أنفاسه الأخيرة جراء الإصابات البالغة، بما في ذلك عضات شديدة كشفت العظام.
وشهد السياح، بمن فيهم أجانب وتايلانديون، المأساة من سياراتهم، محاولين إبعاد الأسود بأبواق السيارات، لكنهم لم يتمكنوا من التدخل خوفا على حياتهم، ووصف أحد الشهود، المشهد بأنه «غريب ومرعب» إذ وقف جيان لثلاث دقائق قبل الهجوم، واعتقد البعض في البداية أن الأسود تلعب معه.
وأغلقت السلطات منطقة السفاري مؤقتا حتى إشعار آخر، وأعلنت حديقة «سفاري وورلد بانكوك» تعازيها العميقة لعائلة الضحية، مؤكدة أنها ستقوم بتحقيق عاجل وتعزيز الإجراءات الأمنية لمنع تكرار الحادث، الذي وُصف بأنه الأول من نوعه في 40 عاما من عمل الحديقة.
أكبر حدائق آسيا
وتُعد حديقة «سفاري وورلد بانكوك»، الواقعة في منطقة كلونغ سام وا شمال شرق العاصمة، واحدة من أكبر الحدائق السفاري المفتوحة في آسيا، إذ تغطي مساحة تزيد على 200 هكتار وتستقبل ملايين الزوار سنويا، وتتيح للسياح ركوب سياراتهم أو الحافلات للتجول بين الحيوانات مثل الأسود والنمور والدببة والحمير الوحشية في بيئاتها الطبيعية، إضافة إلى جولات تغذية الأسود والنمور مقابل 1200 بات تايلاندي (حوالى 37 دولارا أمريكيا).
وتم إنشاء الحديقة في عام 1988 كجزء من مشاريع السياحة البيئية في تايلاند، التي تعتمد على جذب الزوار بتجارب «قريبة وشخصية» مع الحيوانات البرية، لكنها واجهت انتقادات سابقة من منظمات حقوق الحيوانات مثل PETA بسبب ظروف الاحتجاز والاستغلال التجاري للحيوانات.
انتشار واسع للأسود
وفي تايلاند، يُقدر عدد الأسود الأسيرة بنحو 500 رأس، مسجلة في حدائق حيوان ومزارع تكاثر ومقاهي حيوانات أليفة وحتى منازل خاصة، حيث يُعتبر امتلاكها قانونيا رغم الزيادة الدراماتيكية في السنوات الأخيرة، ويُنظم ذلك القانون الخاص بحماية الحيوانات البرية، الذي يفرض غرامات تصل إلى 100,000 بات أو سجن عام للمخالفين، لكن التنفيذ يواجه تحديات بسبب الطلب السياحي العالي.
وهذا الحادث ليس الأول هذا العام، فقد قتلت فيلة سائحة إسبانية في يناير الماضي أثناء غسلها الحيوان في محمية جنوبية، ما يبرز مخاطر العمل مع الحيوانات البرية في تايلاند، حيث تُسجل عشرات الحوادث سنويا بين العاملين والزوار، غالبا بسبب انتهاكات لقواعد السلامة أو سوء إدارة المنشآت.
ودعت منظمة PETA إلى نقل الأسود إلى محميات طبيعية، معتبرة أنها «لم ترتكب خطأ سوى إظهار سلوكها الطبيعي»، بينما تحقق الإدارة الوطنية للحدائق والحياة البرية في شرعية ترخيص الأسود وملاءمة بيئتها.
أخبار ذات صلة
المصدر : وكالات