أخبار العالم

حرب نتنياهو تقود إسرائيل نحو الانتحار – أخبار السعودية – كورا نيو



رسم الكاتب الأمريكي المعروف توماس فريدمان صورة قاتمة لمستقبل إسرائيل تحت حكم رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو.

وفي مقالة له بصحيفة «نيويورك تايمز»، أكد أن الحرب المستمرة لم تعد دفاعا عن إسرائيل ضد حماس، بل تحوّلت إلى وسيلة لبقاء نتنياهو في السلطة، على حساب أرواح الفلسطينيين، وصورة إسرائيل الدولية، ووحدة المجتمع اليهودي.

ورأى فريدمان أن ما يصفه نتنياهو بـ«الخطأ المأساوي» مثل قصف مستشفى ناصر جنوب غزة ومقتل 20 شخصا بينهم 5 صحفيين، ليست مجرد حوادث عرضية، بل نتيجة حتمية لسياساته الساعية إلى إطالة أمد الحرب للهروب من محاكمته جنائيا وتثبيت تحالفه مع وزراء أقصى اليمين.

ولفت إلى أن وزراء من عينة وزير المالية بتسلئيل سموتريتش، يسعون إلى ملء الضفة الغربية بالمستوطنات لمنع نشوء دولة فلسطينية، ويشجعون على تهجير الفلسطينيين من الضفة وغزة لتمهيد الطريق أمام ضمهما لإسرائيل.

وانتقد فريدمان استخدام إسرائيل جيشها لنقل مئات آلاف الغزيين من منطقة إلى أخرى تحت ذريعة إبعادهم عن مناطق القتال، ثم جرف منازلهم، والتحكم المتعمد في دخول المساعدات الغذائية، مؤكدا أنها سياسات «خبيثة ومخزية» تهدف إلى دفع الناس نحو النزوح القسري.

وحذر من أن هذا النهج يدفع إسرائيل لتصبح دولة منبوذة دوليا، واستشهد بحوادث متفرقة مثل منع أطفال إسرائيليين من دخول متنزه في فرنسا، وخلاف دبلوماسي علني مع أستراليا، ومنع سفينة سياحية إسرائيلية من الرسو في جزيرة يونانية بسبب احتجاجات شعبية.

كل هذه المؤشرات تعكس، في رأيه، حجم التدهور في صورة إسرائيل على مستوى الرأي العام العالمي، «لدرجة أن الإسرائيليين قد يفكرون مرتين قبل التحدث بالعبرية خلال سفرهم إلى الخارج». وأفاد بأن العالم بات يميز بين حرب من أجل بقاء الدولة، وحرب تخوضها حكومة نتنياهو دفاعا عن بقائه السياسي. وأكد أن العالم لم يعد قادرا على غض الطرف، مثلما فعل لأشهر، عن الخسائر المدنية الفلسطينية الهائلة باعتبارها ثمنا لا مفر منه لحرب تهدف -كما كان يُفترض- إلى إخراج حماس من غزة وإحلال قوة عربية بمشاركة السلطة الفلسطينية مكانها.

وفي رأي الكاتب، فإنه بعدما أعلن نتنياهو رفضه أن تُحكم غزة سواء من حماس أو السلطة الفلسطينية، جعل الحرب تبدو بوضوح وكأنها محاولة لمد الاحتلال من الضفة الغربية إلى غزة، وإبقاء إسرائيل بلا شريك فلسطيني على الإطلاق. وأكد أن إسرائيل لم تعد تخسر فقط رصيدها الأخلاقي، بل أيضا حلفاءها الإقليميين والدوليين.

وتوقع الكاتب أن تؤدي الحرب إلى تمزيق وحدة الجاليات اليهودية في الشتات خلال الأعياد القادمة، بين من يرون أن الوقوف مع إسرائيل واجب أبدي، ومن لم يعودوا قادرين على تبرير أفعالها في غزة.

ولفت إلى أن الحزب الديمقراطي الأمريكي يواجه انقساما خطيرا بين جناح يخشى تحدي جماعة الضغط المؤيدة لإسرائيل خوفا من خسارة الدعم المالي، وجناح آخر لم يعد يحتمل السياسات الإسرائيلية التي تجرّ واشنطن إلى مواقف محرجة أمام الرأي العام العالمي.

وأنهى فريدمان مقالته بالتأكيد على أن ما يحدث هو «انتحار جيوسياسي» لن يوقفه سوى تدخل الرئيس دونالد ترمب، إلا أنه يخشى أن يكون ترمب قد وقع بدوره في فخ نتنياهو، وتخلى عن أي تسوية واقعية، مأخوذا بوهم «النصر الكامل» الذي يروّج له نتنياهو.

أخبار ذات صلة

 


المصدر : وكالات

كورا نيو

أهلا بكم في موقع كورا نيو، يمكنكم التواصل معنا عبر الواتس اب اسفل الموقع

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى