أخبار العالم

حل الدولتين.. حتى لا تتكرر الخيبات – أخبار السعودية – كورا نيو



الحراك الكثيف الذي تقوده المملكة من أجل إنهاء حرب غزة، والوصول إلى حل عادل ودائم للقضية الفلسطينية جوهره حل الدولتين، بدأت نتائجه تظهر من خلال المواقف التي أعلنتها بعض الدول الأوروبية، وكذلك الموقف الأمريكي تجاه إسرائيل في الفترة الأخيرة، الذي اتسم بالفتور نتيجة تعنتها ومواصلتها الحرب على غزة، دون أدنى اعتبار للوضع الإنساني الكارثي الذي وصلت إليه الأحوال فيها.

إسرائيل بدأت تفقد تأثير السرديات التي كانت تستخدمها لتبرير جرائمها، هي في حالة انكشاف تام أمام العالم، خصوصاً الدول الأوروبية التي تدعمها معنوياً وسياسياً، هذا الانكشاف تسبب في ضغط شعبي محرج للحكومات أجبرها على مراجعة تأييدها المجاني التام لكل ما تفعله إسرائيل، ونتيجة للدور الفعال الذي تقوم به اللجنة الوزارية المنبثقة عن مؤتمر الدول الإسلامية والعربية من أجل غزة، والتي تستند في حراكها إلى الدور المؤثر للمملكة في المجتمع الدولي، فقد بدأنا نسمع للمرة الأولى انتقادات واضحة لإسرائيل وقرارات عملية بشأن التعامل معها.

وماذا عن الموقف الأمريكي؟ الجميع يعرف أن علاقة الطرفين وثيقة، بل هي أقوى علاقات لإسرائيل بدولة أخرى، دعم لا محدود سياسياً وعسكرياً ومالياً، ودائماً تقف إلى جانبها لنقض أي قرار يدينها في الأمم المتحدة، لكن في هذه المرحلة ومع الإدارة الثانية للرئيس ترمب يبدو أن المعادلة لن تكون كما كانت سابقاً. أمريكا الآن تُنصّب نفسها داعية سلام وإنهاء الحروب، كما أن علاقتها بالدول العربية التي تملك قوة الاقتصاد أثبتت أنها أكثر فائدة لها، فالمبالغ الاستثمارية الضخمة التي حصلت عليها أمريكا مؤخراً خلال زيارة الرئيس ترمب للمملكة وقطر والإمارات أهم بالنسبة لها من التأييد المطلق لدولة عدوانية تسبب القلق في المنطقة، ولذلك يكون مفيداً لأمريكا إعادة صياغة شكل العلاقة الأمريكية الإسرائيلية بحيث تنسجم مع مصالحها الكبيرة في منطقتنا، وتضمن انصياع إسرائيل للقرارات الدولية التي تحقق السلام في المنطقة وتضمن للفلسطينيين حق إقامة دولتهم.

الحراك الذي تقوم به اللجنة الوزارية الآن هدفه التحضير لمؤتمر قادم من أجل حل الدولتين، الوضع السياسي الفلسطيني ما زال مقلقاً لاستمرار الخلافات بين السلطة الفلسطينية الشرعية وبقية الفصائل وفي مقدمتها حماس. نحن لا نريد للخيبات التأريخية أن تتكرر إذا لاحت فرصة لتحقيق حل الدولتين بسبب نكوص الجانب الفلسطيني كما حدث في فرص سابقة، تذكروا ما قاله الأمير بندر بن سلطان بألم وحسرة في حوار تلفزيوني، عندما لاحت فرصة ثمينة للسلام واستعادة كثير من الحق الفلسطيني أيام كان سفيراً في أمريكا خلال رئاسة كلينتون، لكن ياسر عرفات أضاعها في اللحظة الأخيرة.

أخبار ذات صلة

 




المصدر : وكالات

كورا نيو

أهلا بكم في موقع كورا نيو، يمكنكم التواصل معنا عبر الواتس اب اسفل الموقع

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى