حين يفقد المجتمع حارس القيم – أخبار السعودية – كورا نيو

في زحمة الحياة الحديثة، وسط ضجيج المنصات، وتدفق المعلومات بلا حواجز، بدأت المجتمعات تتغيّر في ضميرها الجمعي، في الوعي، وفي «القيم» التي كانت يوماً ما خطاً أحمرَ.نحن لا نعيش فقط زمن التحوّل الرقمي، بل زمن التحوّل الأخلاقي أيضاً، وشتّان بين من يتقدّم بتقنية تحمي الإنسان، ومن يندفع وراء أدوات تفترس إنسانيته.
انبهار بلا مناعة:
صرنا نُصفّق لمن «ينتشر» لا لمن «ينفع»، ونتباهى بمن «يُثير الجدل»، لا بمن «يبني العقول»؛ جيل كامل يُربّى الآن على يد «مؤثرين» بلا رسالة، وعلى محتوى بلا فلترة، وأجهزة بلا رقابة.
لكن السؤال الأهم ليس: «من المسؤول؟»، بل: «أين ذهب الحارس؟».
الحارس الذي غاب:
كل مجتمع كان فيه حارس؛ ذلك الأب الذي لا يمرّر الخطأ، المعلّم الذي لا يساير الانحراف، الإعلامي الذي لا يسوّق الرداءة، الموظف الذي لا يرضى بالفساد، حتى لو مرّ مرور الكرام. وحين غاب هذا الحارس، أو سُحب من يده السلاح الأخلاقي؛ دخلت المجتمعات في نفق رمادي، لا أبيض فيه ولا أسود، فقط ضباب مائع، و«ترند» يتغيّر كل ساعة.
حين تسقط القدوات:
اليوم؛ أصبح الطفل يرى الشهرة في من «يصرخ»، ويحسب القيمة في من «يمتلك أكثر»، لا في من «يعرف أكثر». والنتيجة: جيل يركض بلا وجهة، ومجتمع يمشي على أطراف أصابعه، يخاف من الصواب لأنه لم يعد «شائعاً».
دعوة لا تُجامل:
لا نحتاج في هذا الزمن إلى وعّاظ، بل إلى مواقف. لا نريد من يصيح، بل من يصمد. المجتمع لا ينهار عندما تزداد الأخطاء، بل عندما يصمت العقلاء، ويعتذر الحكماء عن أداء دورهم.
الخلاصة:
الأمم لا تسقط فجأة، بل حين يُطفئ النبلاء نورهم، ويتركون الساحة للمُزيّفين.. فكن أنت الحارس، حتى وإن وقفت وحيداً.
أخبار ذات صلة
المصدر : وكالات